تفاهمات القاهرة.. التهدئة وإعادة الإعمار تتصدران الأجندة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تُنبئ المباحثات الجارية في القاهرة بين مسؤولين مصريين وفلسطينيين، عن قفزات مهمة، تم الاتفاق بشأنها، وعلى رأسها تثبيت التهدئة، وتسريع وتيرة إعادة الإعمار، والبدء بخطوات عملية لتخفيف الحصار، وتحسين الوضع المعيشي لسكان القطاع، وإتمام صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. ويبرز الدور المصري الفاعل في هذه المرحلة، ليس فقط في استضافة الوفود الفلسطينية، والتباحث معها بشأن القضايا ذات العلاقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل من خلال جديتها في أن تشهد المرحلة المقبلة، خطوات ملموسة في كل ما يتم الاتفاق بشأنه، وما يتمخّض عن اللقاءات المستمرة.

ووفق مراقبين، فإنّ هناك مصالح مشتركة من تثبيت التهدئة، وخلق حالة من الاستقرار في القطاع، لا سيما بعد إفرازات الحرب الأخيرة في مايو الماضي، إذ بدت الحكومة في إسرائيل غير متجانسة في مكوناتها، وبرزت أمامها تحديات داخلية كثيرة، ما يجعلها تفضّل التهدئة مع قطاع غزّة.

وفي الولايات المتحدة، تعرّض الرئيس جو بايدن لضغوط قوية من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي المهتم بحقوق الإنسان، وكان معارضاً للتصعيد في غزة، فيما تبدو مصر مهتمة باحتواء الأزمة، من خلال دورها الاستراتيجي، فيما تسعى حركة حماس لتوفير مصادر إمداد دائمة للخدمات في قطاع غزة، بعد تجفيف منابعها، الأمر الذي يبدو مهماً لمصر أيضاً، باعتبارها عنصر تصدير مهم، وله قيمته التجارية، وكل هذه المتغيرات، جعلت من تفاهمات القاهرة ممكنة وقابلة للتنفيذ.

ويشير المراقبون، إلى أنّ ملف الإعمار أسهل من غيره، إذ ستشمل المرحلة المقبلة، خطوات جدية في هذا الشأن، بدءاً من السماح بإدخال المواد اللازمة عبر معبر رفح، ما سيتزامن مع تحسين الأوضاع المعيشية، بإدخال السلع والبضائع التي يحتاجها السكان، فيما يدور الحديث كذلك عن تعاقدات تجارية مشتركة بين القاهرة وغزة. وبشأن صفقة تبادل الأسرى، ناقش الجانبان المصري والفلسطيني، العديد من الأفكار والمقترحات، بانتظار الاتفاق على الأمور التفصيلية، من قبيل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم، وهل ستشمل الصفقة، الأسرى الستة الذين تمكنوا من الهرب أخيراً من سجن جلبوع الإسرائيلي، قبل أن يعاد اعتقالهم، فضلاً عن بحث الإطار العام، الذي تقدم به الوسطاء لإبرام صفقة التبادل.

Email