اليمن.. تصعيد الحوثي يلغّم مسار السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما يستمر المجتمع الدولي في مساعيه الدؤوبة لإيجاد مقاربة تسفر عن اتفاق على وقف إطلاق النار في اليمن، تصر ميليشيا الحوثي على تلغيم مسار السلام عبر التصعيد وتوسيع دائرة المواجهات كخيار أوحد بدلاً من السير في طريق التسوية.

حقّقت جهود المبعوث الأممي، هانس غورنبوزغ، والمبعوث الأمريكي، تيم ليتدركينج، اختراقات مهمة في جدار الرفض الحوثي لخطة وقف الحرب، بفضل المرونة التي أبدتها الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية، ومنها السماح بوصول شحنات الوقود عبر ميناء الحديدة، رغم عدم التزام الميليشيا بآلية استيرادها المتفق بشأنها في اتفاق استوكهولم، وما يتصل بإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، إلّا أنّ الميليشيا ذهبت نحو المطالبة بضمانات بعدم التراجع عن هذه الخطوات في حال فشل اتفاق وقف إطلاق النار.

وبناء على تاريخها الملوّث بالخديعة والانقلاب على الشرعية، وصولاً إلى تنصلها من اتفاق استوكهولم بشأن وقف إطلاق النار والانسحاب من مدينة وميناء الحديدة، باتت ميليشيا الحوثي تهدد مسار السلام في اليمن الذي يعمل المجتمع الدولي على إنجازه.

ومع استمرار المعارك جنوب وغرب محافظة مأرب وتعثر مساعي إقناع الميليشيا بوقف التصعيد والقبول بخطة السلام الأممية، ترى الحكومة الشرعية أنّ ما يجري على الأرض لا يبشر ببوادر انفراج أو إمكانية الاقتراب من وقف لإطلاق النار، مشيرة إلى أنّ توسّع الميليشيا في حربها ضد مختلف محافظات البلاد وحربها الاقتصادية التي تستهدف العملة المحلية، واستمرار اعتقال آلاف المعارضين وارتكاب جرائم ضد المدنيين، تعكس نهجاً معادياً للسلام، وتبين أنّ المعركة التي تدور رحاها في محافظة مأرب من شأنها رسم ملامح التسوية المرتقبة، لأنّ هزيمة الميليشيا وفشل هجومها سيدفع باتجاه قبولها بالسلام والعودة لطاولة المحادثات.

ومع استمرار الحكومة وتحالف دعم الشرعية في تبني الموقف الداعم للتسوية السياسية، وجهود الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن، فإنّ ضعف الضغوط الدولية على الميليشيا وداعميها، يدفع باليمن من جديد لمربع الخيار العسكري، بدلاً عن تبني خيار السلام الذي يمثّل الأمل الوحيد لدى اليمنيين من أجل عودة الأمن والاستقرار، ونهاية معاناة الملايين الذين يعيشون على المساعدات.

Email