مسيرة زاخرة في تعزيز حقوق الإنسان داخلياً وعالمياً

الإمارات.. إنجازات ومبادرات عمادها الإنسان

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مثّلت دولة الإمارات نموذجاً ملهماً يحتذى في دعم حقوق الإنسان محلياً ودولياً، بما أكسبها ثقة العالم أجمع، وجعلها محل الإشادة والتقدير الكبيرين.

توجّت الإمارات مسيرتها الرائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان برسم مسار استراتيجي عبر «مبادئ الخمسين» لنصف القرن المقبل، وإنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان.

تخوض دولة الإمارات انتخابات عضوية مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، التي تُجرى اليوم، وفي جعبتها رصيد زاخر من المبادرات الإنسانية، التي تتبنى شعار «الإنسان أولاً»، ولها تاريخ مشهود بعقود طوال في نجدة الإنسان وإغاثته في كل مكان دون تمييز.

تنوّعت تجربة دولة الإمارات في دعم الإنسان وحقوقه في كل مجال ومضمار، فيما تمثّل أزمة أفغانستان الراهنة، ومن قبلها الكثير من الكوارث الطبيعية، التي شهدتها عدد من دول العالم مؤخراً، خير دليل وبرهان على محورية الدور الإماراتي الفاعل، فضلاً عن دور أكبر في التخفيف من معاناة شعوب العالم، خلال أزمة جائحة «كورونا»، عبر تسيير الجسور الجوية المحملة بالمعدات والمستلزمات الطبية، وما إن ظهر اللقاح حتى أرسلت الشحنات- ولا تزال- الواحدة تلو الأخرى لمساعدة الدول على تجاوز ظروفها. وتجسّد دولة الإمارات نموذج التسامح الأبرز عالمياً، بما قدمت من جهود وما أطلقت من مبادرات كان لها الدور المشهود في ترسيخ مبادئ الأخوة الإنسانية وإرساء ركائز التسامح، بما يشكّل من عماد حقيقي لحقوق الإنسان، فضلاً عن تجربتها الرائدة في مكافحة الإتجار بالبشر بسن القوانين والتشريعات الرادعة، التي تحمي الضحايا وتعاقب المنتهكين بل وتردع في الوقت نفسه من تسوّل له نفسه الإقدام على مثل هذه الجرائم.

وشدّد مسؤولون أردنيون في مجال حقوق الإنسان على أهمية الإنجازات التي حققتها الإمارات باعتبارها نموذجاً يفتخر به، حيث قطعت بإرادة قيادتها الرشيدة أشواطاً هائلة في غضون سنوات، حيث بات اسم الإمارات عالمياً مرتبطاً بالنجاحات وما تقدمه من مشاريع تركز في جوهرها على الإنسان وحقوقه، مؤكدين أن الإمارات ستمثل العرب وقضاياهم الحقوقية خير تمثيل وتكون منبراً إيجابياً وصوتاً لإيضاح إشكاليات عديدة تواجه الدول العربية.

وأثنى رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في جامعة الدول العربية سابقاً، أمجد شموط على التجربة الإماراتية قائلاً: «الإمارات تمتاز في أنّ لديها العديد من البرامج والمبادرات التي عمادها الإنسان وكرامته، وتقوم على تعزيز المنظومة الحقوقية بمختلف المجالات، أبرزها وجود سجل ناصع البياض وبارز في الملف الإغاثي وهذا الملف تنطلق به الرؤيا من الناحية الإنسانية، فنجد بصمات للإمارات دوماً في الدول التي تعاني من الكوارث أو النزوح أو اللجوء، هنالك شوط كبير قطعته الإمارات على المستوى العالمي، فتمكنت من أن تكون دوماً من أوائل الدول التي تسعف الآخرين».

وأضاف شموط وهو رئيس مركز الجسر العربي للتنمية وحقوق الإنسان: «اطلعت على تجربة الإماراتية في مجال الحقوق وبالذات الحقوق الاقتصادية الاجتماعية فالعمل مميز، وأنجزت الدولة بقيادتها الرشيدة خطوات متقدمة في الاتجاه الصحيح، فللنظر مثلاً إلى المرأة والمواقع القيادية التي تبوأتها ووصلت لها بفضل دعم القيادة والثقة بها، ومشاركتها أيضاً مشاريع وبرامج مهمة مثل مشروع استكشاف المريخ، فكانت مشاركة المرأة الإماراتية واضحة وشكلت فارقاً».

وأكد شموط أنه من المهم تسليط الضوء على الجهود الحثيثة المبذولة من قبل الإمارات في مجال محاربة الفكر المتطرف ومواجهته، فهنالك مراكز متعددة تعمل في هذا المجال نظراً لخطورته على العالم اجمع، فالإمارات شكلت أرضاً للتسامح والتعايش والتضامن والتكافل، ولها حضور قوي في المحافل الدولية، ومن هنا فإن أطروحتها تأخذ بعين الاعتبار.

وختم شموط قائلاً: «مجلس حقوق الإنسان يعد المظلة الأوسع والأشمل المتخصصة في حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ووصول الإمارات إلى هذا الموقع سيؤهلها حتى تكون خير ممثل عن العرب وقضاياهم الحقوقية، سيشكل وجودها زخماً وثقلاً على الصعيد الدولي ضمن الإطار الحقوقي، فالدبلوماسية الحقوقية لا تقل أهمية عن الدبلوماسية السياسية، ولا بد لنا كوننا عرباً من توضيح صورتنا الحقيقية، تلك الصورة التي طالتها الشوائب للأسف، والإمارات ستدافع عن هويتنا وموروثنا الحضاري والإنساني والثقافي».

لوحة تعايش
بدوره، يقول الرئيس التنفيذي لمركز التعايش الديني الأب نبيل حداد: «برزت الإمارات من خلال مبادراتها في العقدين الأخيرين كونها إحدى الدول التي تعمل على نشر ثقافة التسامح وكل تلك المبادرات التي رأيناها بأشكال متعددة تركز على ضرورة احترام الآخر والتعايش ودعوتها إلى تضافر جهود القيادات السياسية والدينية على مستوى العالم من أجل الوصول إلى برامج وخطوات فعلية تكفل كرامة الإنسان وحقوقه واحترام الفرد وحريته»، وبيّن حداد أن الإمارات تحقق إنجازات عظيمة، ووقّعت بصمة إنسانية خيرة في الجهد الدولي في هذا الإطار.

وأضاف: «إذا نظرنا إلى واقع الإمارات وهذا العدد الهائل من الشعوب الموجودة نجد أنّها تقدم لنا لوحة جميلة جداً تثبت أنه بالإمكان أن تعيش الشعوب معاً في أمن وسلام، وقد رسمت هذه اللوحة من خلال حسن إدارة هذا التعايش الفريد والتنوع في اختلاط الشعوب والديانات، وهي تجربة جديرة بالاحترام وتعد نموذجا لنقلها عبر العالم، الذي نحتاج فيه إلى مثال حي ومُعاش ناجح».

وختم حداد حديثه بالقول: «يشكل وصول الإمارات إلى هذا المجلس إنجازاً للإماراتيين وللعرب، وهو إنجاز طيب على المستوى العالمي لأننا نحتاج لدول تسعى عن قناعة وتقدم تجربة بلادهم، وهذا يعد انتصاراً للإرادات الطيبة، التي تعمل لخير الشعوب».

 

Email