توترات تنذر بعودة ليبيا إلى مربع الانقسام

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت علاقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، ومراكز النفوذ العسكري والسياسي والاجتماعي شرق وجنوب ليبيا، مرحلة الامتحان، الذي ربما يعود بالمشهد لمربع الانقسام، ما استدعى تدخّل الأمم المتحدة، التي حضّت عبر بعثتها كل الأطراف لتفادي التصعيد والامتناع عن كل ما من شأنه تهديد وحدة البلاد ومؤسساتها وسلامة الشعب الليبي، وتهديد السلم والأمن الوطني والدولي، بما من شأنه عرقلة إجراء الانتخابات أواخر ديسمبر، مشيرة إلى قرارات مجلس الأمن، التي تطرح إمكانية النظر في تدابير محتملة بحق الأفراد أو الكيانات التي تعرقل اكتمال الانتقال السياسي.

وقالت البعثة إنّها تلقت بيان مسؤولي برقة في حكومة الوحدة الوطنية عقب اجتماع بنغازي، وأحيطت علماً بالإشكاليات، داعية حكومة الوحدة الوطنية إلى السعي في معالجتها دون تأخير، ومناشدة كل الأطراف للدخول في حوار مباشر وبنّاء، بغية إيجاد حلول لجميع المخاوف ومواصلة الالتزام بخريطة الطريق.

وعقد ممثلو حكومة الوحدة الوطنية بإقليم برقة والقيادات السياسية والاجتماعية والإدارية اجتماعاً طارئاً، تطرّق إلى ما وُصفت بالاختلالات العميقة التي ارتكبها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة.

وأشار البيان إلى ما سماه الفشل في إدارة الاختلاف السياسي، مستنكراً تعنت رئيس الحكومة واحتفاظه بوزارة الدفاع، وعدم اتخاذه الإجراءات اللازمة لتسمية وزير للدفاع.

حالة اقتحان

ويرى مراقبون أنّ القشة التي قصمت ظهر البعير، تمثلت في امتناع الحكومة عن صرف رواتب منتسبي الجيش لأشهر عدة، ما أثار حالة من الاحتقان في شرق وجنوب البلاد، وتم إبلاغ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بما قد ينجم عليه من آثار سلبية على خريطة الطريق.

وقال مدير التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، إن أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» كانوا قد رفضوا الذهاب إلى جنيف والتوقيع على أي اتفاق ما دامت أزمة الرواتب لم تحل بعد، مشيراً إلى اللجنة ومجلس النواب وأطراف أخرى كانت قد خاطبت رئيس الحكومة لكنه لم يأبه بخطاباتها، ما دفع المبعوث الأممي، يان كوبيش، والسفير الأمريكي، ريتشارد رولاند، للاتصال بالدبيبة ودعوته لصرف رواتب منتسبي الجيش دون تأخير. وأعلن المحجوب أنه تم صرف رواتب ثلاثة أشهر متأخرة بعد تدخّل حاسم من المبعوث الأممي والسفير الأمريكي.

Email