المهاجرون الأفارقة في ليبيا.. لا ماء ولا طعام وقفزة نحو المجهول

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشهد غير مألوف، شهدته العاصمة الليبية طرابلس، الجمعة، عندما اندفع آلاف من المهاجرين الأفارقة إلى الشوارع، في أوضاع مزرية، يهرولون فراراً من مركز للتجميع والعودة، كان يؤويهم في ظروف مأساوية، نحو اتجاه مجهول، لا أحد يعرف كيف يحدّد مساراته.

وقالت مصادر مطلعة، إن إدارة مركز التجميع والعودة، التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في منطقة غوط الشعال، هي التي بادرت بفتح الأبواب أمام المهاجرين المحتجزين، بعد أن عجزت عن توفير احتياجاتهم الأساسية من أكل وشرب، لا سيما أن عددهم قد ارتفع بشكل غير مسبوق، خلال الأسبوع الماضي، بعد حملة واسعة، نظمتها وزارة الداخلية في منطقة قرقارش بالعاصمة، تم خلالها القبض على أربعة آلاف مهاجر غير شرعي، وفق بيانات حكومية، بينما قالت منظمة حقوقية، إن العدد بلغ خمسة آلاف.

لكن رئيس بعثة المفوضية الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة في ليبيا، فيدريكو سودا، أكد أن 5 مهاجرين على الأقل، قُتلوا بالرصاص، في مركز الاحتجاز بطرابلس.

وأشار ناشطون إلى أن حالة من التمرد، عمت مركز الاحتجاج، بسبب الظروف المأساوية للإقامة، وأن المكلفين بالحراسة، أطلقوا النار، ما تسبب في مقتل وإصابة عدد من المهاجرين، وخوفاً من تفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق، تلقى المسؤولون عن المركز، أوامر بفتح الأبواب، ليخرج الآلاف إلى الشوارع في حالة من الفوضى العارمة، بحثاً عن ملجأ لهم، وعما يسدّ الرمق، ويروي الظمأ، فيما اتجه عدد كبير منهم إلى المركز المجتمعي التابع للمفوضية الدولية للهجرة، طلباً للحماية.

وقالت المفوضية إنها وشركاءها، اضطروا إلى إيقاف تقديم خدماتهم في المركز المجتمعي التابع لها، بعد أن تجمعت أمامه حشود كبيرة من المهاجرين الفارين، وهو قرار مؤسف للغاية.

وأضافت المفوضية في بيان، أن الحشود الزاحفة على مقرها، منعت دخول الأشخاص الذين هم بحاجة عاجلة للمساعدات والمتضررين، بسبب العملية الأمنية للحكومة الليبية في طرابلس، وحالت دون حصولهم على المساعدات، وذلك في إشارة إلى الفارين من مركز التجميع والعودة، في غوط الشعال.

وتابعت أن حوالي ألف شخص تجمعوا أمام مركزها، ودعوا إلى إجلائهم من ليبيا، وإعادة توطينهم.

وأضافت المفوضية أنها تلقت أنباء تفيد بأن مجهولين قاموا بجمع الأسماء، بدعوى أنهم يقومون بتجميع قوائم للإجلاء، أو إعادة التوطين، ومن الخطر أن يتم إعطاء بيانات ومعلومات شخصية لأشخاص مجهولين، كما حاول حشد أصغر أيضاً، الوصول إلى مكتب التسجيل التابع للمفوضية في منطقة السراج، لكنهم غير موجودين في هذه الأثناء.

وأوضحت أنه، بناءً على قرار السلطات الليبية، تم تعليق الرحلات الجوية الإنسانية من ليبيا، لمدة طويلة من هذا العام، وتم حظر هذه الرحلات منذ الـ8 من أغسطس، مردفة أنها تحض الحكومة على وقف الاعتقالات، والإفراج عن طالبي اللجوء المحتجزين، بمن فيهم أولئك الذين ينتظرون رحلات لإجلائهم إلى خارج البلاد، وأنها تدعو السلطات إلى السماح باستئناف الرحلات الجوية الإنسانية، حتى تتمكن من دعم المغادرة المنظمة لبعض طالبي اللجوء الأكثر ضعفاً من البلاد.

Email