السودان.. معركة فاصلة لحسم إرهاب «الإخوان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعل السودانيين يستذكرون، وهم يشاهدون خلال الأيام الأخيرة، قوات الأمن تشتبك مع الخلايا الإرهابية في العاصمة الخرطوم، المقولة المنسوبة للصحافي والمفكر السوداني، الحاج وراق، حينما سئل في أواخر حكم نظام الإخوان: لماذا لم يشهد السودان أعمالاً إرهابية، فأجاب بالقول: «يكاد السودان يكون البلد الوحيد في المنطقة، الذي لا تحدث فيه هجمات انتحارية أو تفجيرات بالسيارات المفخخة، وذلك ليس لأننا مسالمون بالضرورة، ولكن لأن من يقوم بهذه الأعمال، هم الآن في سدة الحكم، دعهم يفقدون السلطة، وسترى بأم عينيك العجب العجاب».

ودخلت قوات الأمن السودانية في مواجهات مكشوفة مع خلايا إرهابية، تتبع لتنظيم داعش الإرهابي، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الأمن، بينهم ضابطان، بينما اعتقلت الأجهزة عدداً من عناصر الخلايا الإرهابية، التي اتخذت من مناطق جبرة والأزهري جنوبي الخرطوم مقراً لها.

ويؤكد الخبير المختص في الجماعات الإرهابية، بروفسور أحمد صباح الخير، لـ «البيان»، أن السودان محاط بكتلة من اللهب، وهناك اشتعال في ليبيا، وفي منطقة بحيرة تشاد، وكذلك اشتعال في الجبهة المقابلة للسودان من ناحية مصر، لوجود جماعة سيناء، وفي غربي إثيوبيا، عبر منطقة تيغراي، بجانب حدوده المفتوحة، ما جعل السودان تحت أنظار كل الجماعات الإرهابية.

لا سوابق

ويلفت إلى أن السودان لم يكن له تاريخ في عمليات إرهابية داخل السودان، إلا بعض الأحداث البسيطة، التي وقعت في السودان، مثل مقتل الدبلوماسي الأمريكي جون غرانفيل، أو حادث الطعن التي وقعت على ضابط الشرطة الذي يحرس السفارة الأمريكية، أو مشاركة بعض الطالبات السودانيات مع «داعش».

يرجع صباح الخير ذلك، إلى أن السودان كان دائماً في عُرف الجماعات الإرهابية في الزمن الماضي، هو دولة صديقة، فالنظام السابق، كان دائماً ما يأتي بتلك الجماعات، وما يدلل لذلك، وجود زعيم تنظيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن، عراب الحركات الإرهابية، والذي مكث في السودان حوالي خمس سنوات أو يزيد، والذي كان يصف السودان بأنه دار المهجر، وبعد ذلك، اضطر تحت ضغط كبير، للذهاب إلى أفغانستان.

وحول الأحداث التي شهدتها منطقة جبرة بالخرطوم، أخيراً، يؤكد صباح الخير، أن هناك وقائع سبقتها، وهي مؤشرات إلى أن هناك خلايا نائمة ما زالت موجودة، ظهر بعضها في منطقة الدندر والمناقل، وتم القضاء عليها، وظهرت في مناطق أخرى.

إعاقة التغيير

بدوره، يؤكد الخبير الأمني، اللواء متقاعد أمين إسماعيل مجذوب، في حديث لـ «البيان»، أن الخلايا الإرهابية التابعة لـ «داعش»، ظهرت في السودان في عام 2018، بعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق، وعاد بعض أفراده إلى دول شمال أفريقيا، ومنها السودان ومصر وليبيا والجزائر وتونس، حيث يحاول التنظيم إيجاد موطئ قدم في القارة الأفريقية، وهناك حواضن الآن موجودة في تشاد وليبيا، وتسللت هذه الخلايا إلى السودان في العامين الماضيين.

وقال مجذوب، إن تلك الجماعات تحاول الآن إعاقة التغيير الذي حدث في الدول التي كانت تحكم بأنظمة إخوانية موالية للتنظيم، لا سيما أن النظام المعزول كانت لديه علاقة أفقية ورأسية مع «داعش».

Email