عام على التوقيع.. سلام السودان بين الإنجاز والإخفاق

بعد توقيع اتفاق جوبا للسلام في السودان| أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عام مضى على التوقيع النهائي لاتفاق جوبا لسلام السودان، ورغم أن التوقيع في حد ذاته يعد انجازاً في بلد ظلت تنهشه آلة الحرب لعقود، إلا أن مستوى تنفيذ الاتفاق دون الطموح باعتراف أطراف السلام نفسها، إذ لا تزال الكثير من بنوده معلقة، من دون أن تتنزل إلى أرض الواقع، فالاتفاق الذي أسكت أصوات البنادق في أغلب مناطق الحرب بالبلاد، يطمح المتأثرون والضحايا في إنصافهم بالعودة إلى ديارهم والاقتصاص ممن تسبب في معاناتهم.

ويسجّل لاتفاق السلام الذي وقعته الحكومة الانتقالية مع عدد من الفصائل المسلحة المنضوية تحت راية الجبهة الثورية أنه أعاد الأمل لملايين السودانيين الذين شردتهم الحرب داخلياً أو دفعت بهم كلاجئين في دول الجوار، ويؤكد عضو مجلس السيادة السوداني رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس أن جميع الفصائل التزمت تماماً بما جاء في الاتفاق، لا سيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار .

حيث لم يشهد إقليم دارفور والمنطقتان أي أعمال عدائية أو احتكاكات من جانب الموقعين على السلام. وعدّد رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس في مؤتمر صحافي ما تحقق من انجازات فيما يلي السلام.

وأكد أن اتفاق السلام مثل دعماً لحكومة الفترة الانتقالية التي استطاعت من خلاله تحقيق واحد من أهم شعارات الثورة وهو السلام، الذي أكد أنهم ساعون لاستكماله، كما أن اتفاق السلام ساعد الحكومة في عملية الانفتاح الخارجي، حيث مثل التوقيع دعماً للحكومة في سبيل إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأضاف: «هناك انجازات كثيرة في ناحية تحقيق العدالة الانتقالية بإجازة عدد كبير من القوانين التي لها علاقة بتحقيق العدالة الانتقالية وفق ما نصت عليه اتفاقية جوبا».

الحكومة و«الجنائية»

وعد إدريس التعاون الكبير بين الحكومة الانتقالية والمحكمة الجنائية أحد ابرز انجازات اتفاقية السلام إذ نصت صراحة على ضرورة تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، وما تبع ذلك من موافقة للحكومة وحاضنتها السياسية على عملية التسليم، ولفت إلى أن النقاشات جارية على المستوى السيادي لحسم ملف المحكمة الجنائية الدولية.

ورغم أن رئيس الجبهة الثورية استعرض ما تحقق من انجازات، إلا أنه كشف عن إخفاقات كبيرة صاحبت عملية التنفيذ، لا سيما في العديد من البنود الأساسية. وقال إن أكبر نسبة تنفيذ كانت في بند المشاركة السياسية لمسار دارفور حيث تجاوزت نسبة التنفيذ فيها الـ90%. وأقر بضعف صاحب تنفيذ البند في المسارات الأخرى.

واعتبر إدريس عدم الالتزام بالمصفوفة الزمنية للتنفيذ أحد أكبر الإخفاقات التي أرجعها لعدم توفر الإرادة السياسية الكافية من جميع الأطراف، بجانب الإخفاق المتمثّل في عدم تشكيل آليات التنفيذ عدا الآليات المتعلقة بالترتيبات الأمنية.

ولفت إلى أن أكبر التحديات التي تواجه اتفاق السلام تتمثل في عدم توفر الميزانية الكافية لانزال الاتفاق في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد وعدم إيفاء الشركاء الدوليين بالتزاماتهم المالية تجاه السلام.

Email