دراسة جديدة لـ«تريندز» تؤسس لفهم «الإسلام السياسي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدر مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» دراسة جديدة تحت عنوان «الإسلامويات التطبيقية: نحو مرجعية معرفية عربية لدراسة ظاهرة الإسلام السياسي»، وذلك ضمن سلسلة اتجاهات حول الإسلام السياسي التي يصدرها المركز.

وتهدف هذه الدراسة، وهي الخامسة ضمن السلسلة إلى وضع مبادئ لمقاربة تؤسس لمرجعية معرفية عربية في دراسة ظاهرة الإسلام السياسي ولتحديد بعض المحاور الجديدة في البحث فيها.

وقال معدُّ الدراسة، د.وائل صالح الأستاذ المشارك بجامعة مونتريال الكندية، مدير وحدة متابعة الإنتاج المعرفي في العالم، الباحث الرئيس بـ«مركز تريندز للبحوث والاستشارات»، إن هذه المرجعية المعرفية العربية تهدف إلى أن تكون صوتاً لسردية عربية ولمنهجيتها وأدواتها التحليلية، وذلك في ساحة الأكاديميا العالمية المتخصصة في دراسة ظاهرة الإسلاموية؛ فمن العبث أن تكون ظاهرة الإسلاموية عربية، في حين أن المقاربات غير العربية هي التي تتسيد الساحة في تحليلها وفهمها، خصوصاً إذا كان يغلب على تلك المقاربات والأدوات المنهجية السطحية أو الاختزالية أو الأدلجة.

وأضاف أن هذه الدراسة عمل لا ينتهي بكتابتها بل يبدأ، وهو عمل مبني على نوع من الحوار المعرفي المفتوح بشكل دائم لتجويد تلك المقاربة قدر الإمكان وجعلها قادرة على مواكبة تطورات الإسلاموية وعدم التوقف عن سبر أغوارها من خلال ما يكشف عنها ومن خلال ما تمدنا به مناهج البحث العلمي بكل جديد.

وأشار د.وائل صالح إلى أن الدراسة تفصّل تلك المرجعية المعرفية العربية المقترحة لدراسة ظاهرة الإسلام السياسي، وذلك من خلال عرض وشرح مبادئها المؤسِّسة التالية: التفريق من البداية بين الإسلام والإسلاموية؛ وتبني منهج نقدي ومدخل وثائقي يرتكز على وثائق جديدة؛ ومدخل يتعدى حدود التخصصات؛ ومقاربة تطبيقية تعتمد على إسلاميات محمد أركون التطبيقية، بل وتطورها؛ ومقاربة لا تتجاهل النصوص المؤسّسة في تحليل الظاهرة الإسلاموية؛ ومدخل نقدي للأفكار المتعاطفة مع الإسلاموية في الأكاديميا العالمية؛ ومدخل مقارِن تأريخي للأفكار؛ ومدخل ما بعد كولونيالي يتفادى انحرافاتها تجاه ظاهرة الإسلاموية.

وقال د.وائل صالح، إن هذه الدراسة تطرح المحاور المقترحة لفهم ظاهرة الإسلام السياسي من جميع جوانبها، وهي كالتالي: محور الإسلام والإسلاموية؛ ومحور الإسلام السياسي بين السلطة والمعارضة؛ ومحور الخطاب الإسلاموي والحداثة وقيم العيش المشترك؛ ومحور خطابات وممارسات الإسلامويين من منظور مقارن؛ ومحور الإسلاموية في العلاقات الدولية؛ ومحور الإسلاموية والقضايا الأمنية؛ ومحور الإسلاموية والاقتصاد؛ ومحور الإسلاموية والعنف؛ ومحور الإسلاموية ومفهوم الآخر؛ وأخيراً محور مستقبل الإسلاموية.

واختتم معد الدراسة بالقول: «لا تهدف الإسلامويات التطبيقية إلى قمع المقاربات الأخرى في دراسة ظاهرة الإسلاموية ولا تستطيع ذلك، لكنها تقترح فقط موقفاً نقدياً وتعددياً في تحليل ظاهرة الإسلاموية؛ لتجنب ما نسميه الإمبريالية العلمية (اعتبار أن هناك تفسيراً واحداً فقط، وأن جميع التفسيرات الأخرى خاطئة) من جانب، ولتجنب النسبية العدمية (عدم الوقوع في نوع من المسالمة الراديكالية القائمة على فكرة النسبية العدمية؛ بمعنى المساواة بين التفسيرات بغض النظر عن مدى جديتها) من جانب آخر».

 

Email