تقارير «البيان»

لبنان.. أسبوع دبلوماسي يشرع أبواب الدعم الدولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد بيروت حركة دبلوماسية مكثفة بدأت مع زيارة الموفد ‏الفرنسي دوكان، لعقد اجتماعات مع الوزراء المعنيّين بالملفات التي تشرف عليها ‏باريس، ومع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والإطلاع على العناوين العريضة ‏للخطة قيْد الإعداد للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، فيما من المنتظر أن يزور بيروت، اليوم وزير الخارجيّة ‏القبرصي، ومن بعده وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني ميلز آنين.

وانطلق رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، في ورشة لقاءات ‏على كل المستويات، تحضيراً لخطوات عملية وشيكة على طريق الخروج من الأزمات التي يرزح تحتها اللبنانيون، وسط تعويل على الاتصالات ‏الخارجية لتأمين المساعدات المطلوبة، لكوْن الإنقاذ لا ‏يمكن أن يتحقق سوى عن طريق الدعم الدولي.

وفي ضوء الموقفين الفرنسي والأمريكي، ارتفع منسوب الكلام عن أنّ حكومة «معاً للإنقاذ» تموضعت تلقائيّاً تحت مجهر اللبنانيين والمجتمع الدولي في آن معاً.

وفي الانتظار، ضجّت القراءات السياسية بالإشارة إلى أنّ تعويل ميقاتي على دور فرنسا يرجع لثلاثة أسباب رئيسية، بدءاً من أن لبنان لم يعد في استطاعته الخروج من أزمته دون دعم دولي، وضرورة المساعدة الفرنسية لفتح أبواب العواصم أمام حكومته، مروراً بكوْن الرعاية الفرنسية تشكّل مصدر اطمئنان داخلي إلى أنّ لبنان ليس متروكاً لقدره.

وأنّ باريس ستبقى العين الساهرة على وضعه، وصولاً إلى كوْن باريس على تقاطع مع الدول المعنيّة بالشأن اللبناني وتستطيع التوفيق بين هذه الإتجاهات بما يخدم الاستقرار في لبنان.

مسار وترقّب

وفي السياق، أشارت مصادر مطلعة لـ«البيان» إلى أنّ المسار الوحيد المفتوح أمام الرئيس ميقاتي حالياً يتمثّل في التفاوض مع صندوق النقد الدولي، لافتة في الوقت نفسه إلى أنّه سيكون أمام ميقاتي تحدي المواءمة بين ضرورة التوصل إلى اتفاق مع الصندوق، وإقناع حزب الله بإبداء المرونة المطلوبة.

ووفق المصادر ذاتها، فإنّ العقدة الأصعب تتمثّل في الشؤون السيادية من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية إلى الحدود البرية، وصولاً إلى استباحة حزب الله الدولة بمازوته وسلاحه المنفلت وإمساكه بقرار الحرب والسلم، الأمر الذي من شأنه التأثير سلباً على تسويق لبنان لدى الدول الراغبة في مساعدته.

بدأ لبنان في استعادة حيوية التواصل مع الخارج، بالتزامن مع تحضيرات اللجنة المكلفة بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، فيما القاسم المشترك الذي يتقاطع عنده الحراك الخارجي، يتمثّل في مطلب ولوج باب الإصلاحات الجدية كمعبر إجباري لمد لبنان بالمساعدات الخارجية.

Email