مصر.. خطط استراتيجية لتوفير مصادر بديلة للمياه

ت + ت - الحجم الطبيعي

وضعت محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، مصر على الخريطة العالمية لإيجاد مصادر بديلة لمواجهة التحديات المائية، وتقليل الفجوة الموجودة بين المتاح من الموارد المحدودة.

وافتتح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قبيل أيام، محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، التي تُعَّد الأضخم من نوعها على مستوى العالم، وتبلغ تكلفة المشروع 20 مليار جنيه، فيما تصل طاقته الإنتاجية إلى 5.6 ملايين متر مكعب في اليوم من المياه المعالجة. ويهدف المشروع، وفق وزير الري د. محمد عبد العاطي، إلى معالجة ملوحة مياه الصرف الزراعي، ومنع تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية، وتحسين البيئة في شرق الدلتا.

ويرى وزير الري السابق د. محمد نصر علام، إنَّ مصرف بحر البقر كان به تلوث صناعي، فضلاً عن تلوث الصرف الصحي، وكان الهدف خلط مياهه مع مياه نهر النيل وإيصالها لسيناء عن طريق ترعة السلام، مشيراً إلى أنه نتيجة لشدة التلوث لم تستطع الحكومة في السابق تنفيذ المشروع، وتم الاعتماد على مياه النيل في زراعة بعض الأراضي بسيناء.

وشدّد علام، على أنّ مصر من الدول الرائدة في معالجة الصرف الزراعي حول العالم، موضحاً أنّ القناطر التي بُنيّت لمشروع مصرف بحر البقر سيكون لها مردود وفوائد. وعدد علام تلك الفوائد بمرور المياه من فوق الترع كجسر، بينما الفائدة الأهم التحكم في المياه التي يستخدمها المزارعون.

وعن تأثير تلك المحطة على زيادة الرقعة المزروعة في مصر، أشار علام، إلى أنها ستزيدها بالطبع ولكن بكميات محدودة نظراً لأن كميات المياه محدودة أيضاً. وأكّد أنّ مصر تعمل حالياً على زيادة رصيد المياه عن طريق وسيلتين، التطوير بطرق الري الحديث أو طرق الري السطحي المُطور، ذلك أنّ الري الحديث هو الري بالتنقيط أو الرش، أما الري السطحي المُطور التحكم في المياه.

بدوره، أفاد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في مصر، د. عباس شراقي، بأن زيادة الكثافة السكانية دفعت الدولة المصرية للتفكير في كيفية التغلب على مشكلة العجز المائي، والأمن الغذائي، عن طريق إعادة استخدام المياه، موضحاً أنّ جزءاً رئيسياً من كمية المياه المستخدمة تكون من خلال إعادة استخدامها مرتين وأكثر، عن طريق مياه الصرف الزراعي، بالإضافة لطريقة الري بالغمر في الوادي والدلتا. وأضاف: «أحياناً بعض مياه الصرف كانت تصب في نهر النيل مباشرة دون معالجة، وهو ما يمثّل خطورة نظراً لتلوثها، لذلك فالمعالجة الحالية مهمة لخلطها بمياه نهر النيل إذا استُخدمت في الزراعة».

وعن مصادر المياه البديلة الأخرى، أشار إلى استخدام مياه الصرف بكميات ضخمة، لاسيّما مع افتتاح محطة الحمام بعد ستة أشهر لمعالجة مياه الصرف، ومشروعات الصوب الزراعية، ومشروع المليون ونصف فدان الذي يعتمد على المياه الجوفية، ومياه الأمطار في الساحل الشمالي، وتنفيذ سدود في الصحراء وتبطين الترع.

Email