فلسطين.. الانتخابات مفتاح حل الأزمات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاقمت الأزمات الداخلية أمام الفلسطينيين خلال السنوات الأخيرة، ما أثّر على مستقبلهم وحال دون تحقيق تطلعات وأحلام الأجيال، التي قدمت التضحيات في سبيل بناء الدولة الفلسطينية، والعيش في واحة الأمن والاستقرار، وفي خضم تصاعد الأزمات، وفي مقدمتها أزمة الانقسام المدمّر وغياب القيادة الواحدة، وغياب تكافؤ الفرص في التوظيف، وتوزيع الأموال على المقرّبين واقتصار الترقيات والتعيينات على أهل الحظوة، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وتبرز أمام الفلسطينيين محاور عدة للخروج من النفق المظلم، إلا أن اتساع رقعة الخلافات واستفحال الانقسام، وتمسك النخبة السياسية بمناصبها، والبقاء في مراكزها لسنوات طويلة، وإجهاض أي محاولة لإجراء الانتخابات، يُبقي كل الحلول المطروحة مجرد أقوال.

ويرى مراقبون أن الحل والخروج من المأزق الراهن يتمثّل في تنظيم الانتخابات العامة، بما يشمل كل المستويات القيادية الرئاسية والبرلمانية والمجلس الوطني، وليس فقط انتخابات نقابية ومحلية، على أهميتها.

انتظار مبعوث

ومن المنتظر وصول المبعوث الأمريكي لعملية السلام، هادي عمرو، إلى المنطقة، في الأيام المقبلة، بهدف استكمال المباحثات السياسية مع كبار صناع القرار في فلسطين وإسرائيل، لإنعاش العملية السياسية المتوقفة منذ سنوات، والبحث عن مخرج للأزمات الفلسطينية المتلاحقة. ويأمل الفلسطينيون بأن يحمل المبعوث الأمريكي معه شيئاً عملياً عبر الضغط على القيادة الفلسطينية للتوقّف عن لغة التصريحات، وعقد الاجتماعات، وتكرار الشعارات الجوفاء حيال ملفي الانتخابات وإنهاء الانقسام، والموافقة الفورية على إجراء الانتخابات العامة ليقول الشعب الفلسطيني كلمته ويختار ممثليه، ويُقنع المجتمع الدولي بمطالبه، فضلاً عما تشكله هذه الخطوة من أهمية، في المضي قدماً نحو وحدة وطنية حقيقية، تنهي كل أشكال التشرذم والخلافات، وتفتح الباب أمام مساعي الحل السياسي.

وأكّد المحلل السياسي خليل شاهين أن لغة التصريحات سواء حول السلام أو الوحدة والشراكة عفى عليها الزمن، ولم يعد يلتفت إليها أحد، مشدّداً على ضرورة العمل الجاد ببرامج مشتركة لحل الأزمات التي تعصف بالفلسطينيين، وأنّ الانتخابات هي مفتاح الحل.

Email