الانقسام الفلسطيني.. هل أصبح مزمناً؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أنّ التناقضات الداخلية الفلسطينية، ستجعل من الانقسام داءً مزمناً، إذ يظن من يراقب المشهد السياسي، وفي ظل الخلافات التي تتفجّر بين الحين والآخر وتزداد بروزاً إلى السطح، أنّ حركتي فتح وحماس عدوان لدودان. وبدلاً من العمل على توحيد الصف الفلسطيني في هذه المرحلة، يعمل أقطاب الانقسام على تعميق عوامل الفرقة والابتعاد عن كل ما من شأنه طي صفحة الخلافات، على الرغم من أنّ المتسببين في هذا الانقسام يتغنون دوماً بأهمية تحقيق الوحدة الوطنية باعتبارها الطريق الوحيد لتحقيق الأهداف، فيما يرى الشارع في تصريحاتهم عن ضرورة تحقيق التوافق كلاماً يحتاج للتطبيق على أرض الواقع.

ويشير مراقبون إلى أنّ من يقرأ ما تبثه وسائل إعلام فتح وحماس، والحسابات التابعة لهما على مواقع التواصل الاجتماعي من قدح وانتقادات، يدرك أن ثمة من يستفيد من تأجيج الخلافات بينهما، الأمر الذي يقود لتكريس الانقسام وليس العمل على إنهائه واستعادة الوحدة الفلسطينية. وأوضح المراقبون، أنّ الفلسطينيين أحوج ما يكونون الآن لوحدة الصف والأهداف والرؤى المستندة إلى الثوابت الوطنية، لافتين إلى أنّ ما يجري على الأرض يناقض ذلك تماماً، في ظل تحوّل الانقسام إلى انفصال من شأنه أن يزيد الأمور تعقيداً.

ووفق المراقبين، فإنّ العالم لن يأبه كثيراً للفلسطينيين عندما يرى هذه الخلافات والصراعات، مشدّدين على أن الانقسام أضر كثيراً بالقضية الفلسطينية على مختلف المستويات، وأضاع كل الإنجازات والمكتسبات، وأزاح القضية الفلسطينية عن طاولة العالم، بعد أن كانت على رأس سلّم أولوياته. وأكّد الكاتب والمحلل السياسي، رائد غياضة، أنّ الرهان في هذه المرحلة يبقى على التوقّف عن الاتهامات المتبادلة والتأليب بين طرفي الانقسام، وتنحية الخلافات الداخلية جانباً، مضيفاً: أصبح لسان حال الشارع الفلسطيني «حلّوها أو حلّوا عنا»، لافتاً إلى أنّ الانقسام الفلسطيني أصبح مزمناً.

Email