كيم -جونغ.. «العصا» بوجه واشنطن و«الجزرة» لسيئول

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلافاً لفترة الغزل التي سادت بين واشنطن وبيونغ يانغ في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يبدو أن تلك الأجواء باتت من الماضي في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، إذ لا يبدي الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، ثقة بنوايا نظيره الأمريكي، في وقت يبدي كيم جونغ استعداده لإقامة قنوات اتصال مع الجارة الجنوبية. ومن المعلوم أن المحادثات بين واشنطن وبيونغ يانغ مجمّدة، منذ القمة التي عقدت في 2019 في هانوي، بين كيم-جونغ وترامب.

كيم جونغ رفض عرضاً للحوار، قدّمته واشنطن، واعتبره محاولة «خداع»، حسبما أفاد الإعلام الرسمي في بيونغ يانغ، أمس، متّهماً إدارة بايدن بمواصلة سياسيات عدائية تجاه بلده. ويبدو أن سياسة «العصا» في وجه واشنطن، و«الجزرة» مع الجنوب، محاولة من جانب كيم-جونغ، لدق إسفين بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

كيم-جونغ اعتبر العرض الأمريكي الأخير للحوار، محاولة من واشنطن «لإخفاء خداعها وأعمالها العدائية عن المجتمع الدولي»، وفق وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. وقال كيم أمام «المجلس الأعلى للشعب»، إنّه «منذ تسلّمت الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها، فإنّ التهديد العسكري للولايات المتحدة وسياستها العدائية ضدّنا، لم يتغيّرا على الإطلاق، لا بل أصبحا أكثر خداعاً».

وقال ناطق باسم الخارجية الأمريكية «الولايات المتحدة مستعدّة للقاء مسؤولين كوريين شماليين، من دون شروط مسبقة، ونأمل أن تستجيب كوريا الشمالية إيجاباً لعرضنا»، فيما قال سونغ كيم، المبعوث الأمريكي الخاص بكوريا الشمالية، أمس، إن التجارب الصاروخية التي أجرتها بيونغ يانغ، تشكل تهديداً لجيرانها. لكنه أكد أن واشنطن «ليس لديها نية عدائية» تجاه بيونغ يانغ.

الباحث في المعهد الكوري للوحدة الوطنية في سيئول، هونغ مين، اعتبر أن خطاب كيم-جونغ، إشارة إلى أن بيونغ يانغ ستواصل تعزيز قدراتها، إذا لم تغير واشنطن مسارها، مع الحفاظ على نمط سلام مستقر مع الجنوب».

خط ساخن

أما عن الجارة الجنوبية، فقد قال عن كيم-جونغ، إنه مستعد لإعادة فتح خطوط الاتصال الساخنة الشهر المقبل.

ورفض كيم التخلي عن الأسلحة التي تحتاجها بلاده، من أجل الدفاع عن نفسها. وإذ عبّر عن استعداده لإعادة فتح خطوط الاتصال الساخنة بين الكوريتين، فإنه انتقد «أوهام» كوريا الجنوبية، بسبب ما تصفه باستفزازات عسكرية من الشمال.

وقال، حسبما نقلت وكالة رويترز «ليس لدينا هدف أو سبب لاستفزاز كوريا الجنوبية، أو الإضرار بها». وقال إن قرار تفعيل خطوط الاتصال، سيساعد في «تحقيق آمال ورغبات الأمة الكورية بكاملها»، في التعافي والسلام الدائم.

ورحبت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، المسؤولة عن العلاقات بين الكوريتين، بعرض كيم-جونغ، بشأن خطوط الاتصال الساخنة، لكنها لم تعلق على تصريحاته الأخرى.

ويقول محللون إن نهج العصا والجزرة، الذي تتبعه كوريا الشمالية، يهدف إلى ضمان الاعتراف الدولي بها كدولة لديها أسلحة نووية، وإثارة الخلاف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، مستغلة رغبة الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه-إن، في تحقيق مكاسب دبلوماسية، قبل انتهاء ولايته في مايو.

وقال يانغ مو جين، الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيؤول «يبدو أن الشمال مستاء من عدم قيام إدارة بايدن بتقديم أي اقتراح ملموس ومغرٍ لاستئناف المفاوضات». وأضاف أن كوريا الشمالية تحاول أيضاً تعزيز صورة أكثر إيجابية لها في الجنوب، قبل الانتخابات الرئاسية، والضغط على مون، للمساعدة في تغيير الموقف الأمريكي.

Email