غياب الصوت الواحد أضعف الموقف الفلسطيني أمام العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ملّ الفلسطينيون من الاستماع للكلام والنداءات لحل قضيتهم، ما لم يكن وراؤها قوّة سياسية تدعمها، من دون إغفال الدور الاقتصادي المهم لتعزيز حضور هذه النداءات، والمراكمة على كل ما يتفرع عنها من خطوات جدية على الأرض.

ومن الواضح أن الفلسطينيين أصبحوا أضعف من أن يوفروا كل هذه المقومات، فعلى المستوى المحلي أصبحت مسألة استعادة الوحدة الوطنية، والقضاء على كل مظاهر الفرقة والانقسام، ضرباً من المستحيل، في ظل غياب الصوت الفلسطيني الواحد، والقيادة الواحدة، واستفحال التمزق السياسي والجغرافي، فيما على المستوى الدبلوماسي الخارجي أصبح من الصعب حشد التأييد السياسي والدعم المالي للسلطة الحاكمة، نتيجة لممارساتها الأخيرة ضد أبناء شعبها.

في تعليقهم على كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخيرة في الأمم المتحدة، اعتبر أنصاره، أن ما طرحه هو مفتاح الحل للسلام، ليس فقط بين الفلسطينيين وإسرائيل، وإنما في المنطقة برمتها، بينما رأى معارضوه أن لا أحد أصبح يسمع هذا الكلام، ، بعد أن رفضت القيادة الفلسطينية تجديد شرعيتها السياسية، وأجهضت كل محاولة لإجراء الانتخابات.ويرى مراقبون أن الصوت الفلسطيني لن يقوى إلا باستعادة الوحدة الوطنية، وتمتين الجبهة الداخلية، وكي يتم هذا الأمر، فلا بد من إجراء انتخابات عامة بما يمنح الفلسطينيين حق اختيار قيادة جديدة تمثلهم، وتتعامل مع المقاربات والمستجدات على النحو الأمثل.

ووفقاً للمحلل السياسي محمـد التميمي، فإنه دون الحديث أمام العالم بصوت فلسطيني واحد، فلن تجد خطابات الفلسطينيين من يستمع إليها ويؤخذ بها، وسيظل موقفهم بعيداً عن الجدية من وجهة نظر الرأي العام العالمي، وحتى يتحقق لهم هذا الأمر، فلا خيار يعلو على الانتخابات العامة، وحق الشعب الفلسطيني في قول كلمته، واختيار ممثليه.

Email