تقارير « البيان»

لبنان.. الثقة بحكومة ميقاتي عنوان مرحلة جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداة نيْل حكومة لبنان برئاسة نجيب ميقاتي ثقة مجلس النواب، بـ85 صوتاً مقابل 15 صوتاً، انتهت حقبة الفراغ الحكومي، التي امتدت لأكثر من عام، وتحديداً منذ استقالة حكومة حسّان دياب في 10 أغسطس من العام الفائت، وبدأت مرحلة جديدة، مع ما يعنيه الأمر من تموضع الحكومة الجديدة، تلقائياً، تحت مجهر اللبنانيين والمجتمع الدولي في آن معاً.

وإذا كانت مسألة التكليف والتأليف والثقة مرّت بيسر على حكومة ميقاتي، فإن التحديات التي بدأت تواجهها، تتمثل بكوْن عملها سيخضع لمراقبة دولية، ومتابعة حثيثة لدى الرأي العام اللبناني الذي يعوّل عليها باعتبارها الفرصة الأخيرة للخروج من الأزمة.

وفيما مهمة الحكومة صعبة جداً، وطريقها مفروش بمطبات شائكة حول مختلف العناوين، وإنْ ألزمت نفسها بتحقيق إنجازات ملموسة خلال عمرها القصير الذي يمتد على أشهر قليلة، فإن ثمّة إجماعاً داخلياً على ضرورة النأي بها عن المداخلات السياسية التعطيلية، لكون لبنان يقف اليوم في نقطة الوسط بين أن يستعيد نفسه كدولة تلبي طموحات شعبها وتستعيد ثقة المجتمع الدولي بها.

وبالاستناد إلى الأجواء التي رافقت جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة، أول من أمس، أشارت مصادر نيابية معارضة لـ«البيان»، إلى أن مجريات الجلسة لم تخلُ من سيناريوات سجالية، تحاكي ما ستحمله المرحلة المقبلة من سجالات مرتقبة بين أركان الصف الحكومي الواحد، معربة عن ثقتها بأن المشهدية تؤكد أن مجلس الوزراء سيشكل منصة للاشتباك بين فرقاء التركيبة الحكومية، بدءاً من الصراع على إدارة ملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، مروراً بملف ترسيم الحدود وموضوع المازوت الإيراني، وصولاً إلى الانتخابات النيابية ربيع العام المقبل، مع ما يعنيه الأمر من تحديات و«أفخاخ» من داخل الحكومة وخارجها.

وعليه، باتت الثقة بحكومة «معاً للإنقاذ» هي عنوان المرحلة. ليست ثقة المجلس النيابي فقط، إنما ثقة المجتمع الدولي والعربي كذلك، بعد اقتناعهما بالتزامها الصادق بشروط الإنقاذ، وما لم يتحقق ذلك، فإن لبنان لن يرى ذرّة دعم من الخارج.

أما الثقة الأصعب التي يُفترض بالحكومة أن تكتسبها، فهي من الشعب اللبناني الذي لا يزال يتلقى طعنات المنظومة الحاكمة، والحكومة ابنتها الشرعية، فهو يريد أن يعرف وجهة الحكومة وبرنامجها، ومتى يتوقف الانهيار وما هي الأثمان التي سيترتب عليه دفعها. وفي المدى القريب، هو يريد أن يعرف ما إذا كان سيتمكن من الحصول على البنزين والمازوت، والكهرباء والدواء والغذاء، وبأي ثمن، علماً أن المسارات التي تسلكها الحكومة حتى الساعة لا تجيب عن أي من هذه التساؤلات.

وفي حصيلة المشهد، باتت الثقة النيابية في جيْب رئيس الحكومة، والتي اختارها موزعة على القوى السياسية، ويسعى من خلالها للعمل وفق وصفة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أي حكومة المهمة المستقلة.

 

Email