السودان.. إجهاض مخطط إنقلابي يقوده الإخوان والأوضاع تحت السيطرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجهضت السلطات السودانية محاولة انقلابية لتقويض عملية الانتقال التي تشهدها البلاد بعد الثورة التي أطاحت بنظام الإخوان، وأعلنت الحكومة الانتقالية أن فلول النظام المخلوع هم من يقفون وراء العملية الفاشلة، ففي الوقت الذي انخرطت فيه مكونات الحكومة في اجتماعات مكثفة لبحث تداعيات العملية، أكدت القوات المسلحة السيطرة على الأوضاع واعتقال منفذي المحاولة .  

وأفشلت الأجهزة العسكرية والأمنية صباح الثلاثاء المحاولة الانقلابية في مهدها، بعد أن حاولت مجموعة من الضباط الاستيلاء على السلطة انطلاقا من منطقة الشجر العسكرية التي تضم رئاسة سلاح المدرعات، وكشف وزير الإعلام السوداني حمزة بلول في بيان له أن المحاولة الفاشلة نفذتها مجموعة من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد.  

وأكد بلول أن الحكومة الانتقالية والأجهزة النظامية تعمل بتنسيق كامل، وأن الأوضاع تحت السيطرة التامة بعد إلقاء القبض على قادة المحاولة الانقلابية من العسكريين والمدنيين ويتم التحري معهم حالياً، بعد أن تمت تصفية آخر جيوب الانقلاب في معسكر الشجرة.   

وقال إن الأجهزة المختصة تواصل ملاحقة فلول النظام البائد المشاركين في المحاولة الفاشلة، وشدد على أن الثورة باقية وماضية في تحقيق غاياتها ومؤسسات الحكم المدني محروسة، بإرادة قوى الثورة وجماهير الشعب السوداني ، داعيا كل قوى الثورة من لجان مقاومة وقوى سياسية ومدنية وأطراف السلام والأجسام المهنية والنقابية وكل قطاعات الشعب السوداني إلى توخي اليقظة والانتباه إلى المحاولات المتكررة التي تسعى لإجهاض ثورة ديسمبر . 

وأكد أن مؤسسات الحكم المدني لن تفرط في مكتسبات الشعب وثورته، وأنها ستكون على خط الدفاع الأول لحماية الانتقال من قوى الظلام المتربصة بالثورة.
 وأعلن مستشار رئيس مجلس السيادة الاعلامي العميد الطاهر أبو هاجة أن القوات المسلحة أحبطت المحاولة الانقلابية وأن الأوضاع تحت السيطرة تماماً. 

بدوره أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد حسن التعايشي في تغريدة على حسابه بموقع فيسبوك أن خيار الانقلابات العسكرية لم تورث سوى بلد فاشل وضعيف، وأضاف :"  لكن ثورة ديسمبر حررت شهادة وفاة نهائية لهذا الخيار السيئ والأحمق"، وقال التعايشي إن الطريق نحو الانتقال الديمقراطي وتأمين مستقبل البلاد السياسي ووحدتها خيار واحد لا ثاني له.  

من جهته  اعتبر القيادي بقوى الحرية والتغيير نور الدين صلاح الدين في تصريح لـ "البيان" المحاولة الانقلابية الفاشلة بأنها مغامرة طائشة، وأكد أن السودانيين لن يرتضوا العودة القهقري من مرحلة التحول الديمقراطي إلى مرحلة الحكم العسكري الديكتاتوري، ولفت إلى أن هناك رسائل إيجابية وضعتها المحاولة الانقلابية في بريد الوضع السياسي في السودان مفادها أن السودانيين ما زالوا ملتفين حول أهداف ثورتهم وأنهم مؤمنون بتحقيق وإنجاز التحول الديمقراطي في البلاد، وهذا سيكون بمثابة تحذير لكل من تحدث نفسه للقيام بمثل هذا الفعل .  

ولقطع الطريق أمام أي محاولة مماثلة في المستقبل أكد نور الدين أن المطلوب من الحكومة الانتقالية الآن هو الإسراع في إكمال ملفات التحول المدني، من إنشاء المؤسسات عدلية، وتشكيل حكومات ولائية، وكذلك المجالس التشريعية على المستوى القومي والولائي، بجانب استكمال عمليات السلام وتوسيع ماعون التفاوض حول قضايا شرق السودان واستكمال ما تبقى من تفاوض مع الحركة الشعبية بقيادة الحلو وحركة عبد الواحد النور، بجانب اكمال ملفات السلام مع الجبهة الثورية، وهذه كلها مهام ملحة، بالإضافة إلى معالجة الملف الاقتصادي .

Email