تقارير « البيان»

مازوت إيران يربك المشهد اللبناني

ت + ت - الحجم الطبيعي

انقضى الأسبوع الماضي في لبنان، على مشهد عبور طلائع صهاريج المازوت الإيراني براً من مرفأ بانياس في سوريا، عبر معبر حدودي غير رسمي، تحت راية حزب الله، ووسط احتفاليات نثر الأرزّ، وإطلاق أهازيج الترحيب والرشقات الرشاشة والصاروخية على امتداد الطرقات، التي سلكتها الصهاريج.

وفيما لا تزال الأنظار موجّهة إلى واشنطن، لتلمّس كيفية تلقّفها هذه الخطوة، لا سيما أن عقوباتها على مبيعات النفط الإيراني ما زالت قائمة، وعما إذا كانت شظاياها ستصل إلى لبنان، لحفظ ماء الوجه، أم أن هناك أمراً ما أتاح تحقيق هذه الخطوة، فإنّ في المقلب الآخر من المشهد حديث عن أنه كان من الأجدى والأسلم للبنان لجهة هيبتها وسيادتها وخزينتها وكرامة شعبها وأمواله ومدّخراته، أن تمنع تهريب المحروقات وسائر المواد والخيرات إلى سوريا، بدلاً من اللجوء لهذه المناورة المستطيلة في الزمن، والمهينة للدولة والناس، لاستيراد المحروقات من إيران عبر خطوط ملتوية ومرافئ مجهولة ومئات الصهاريج.

وبدأت تتردّد عدد من الفرضيّات في الداخل، تبدأ من أن المازوت الذي دخل إلى لبنان قد يكون مازوتاً لبنانيّاً، وعاد على متن الصهاريج التي جاءت به، أو أن ما جرى هو عبارة عن مناورة سياسيّة، مسرح تظهيرها لبنان، لكن استهدافاتها إقليمية بامتياز، بما يظهر حزب الله في موقع الشفوق على شعبه، وصولاً لخلاصة، مفادها أن الحكومة اللبنانية الساعية لخطب ود العالم تجهض أي فرصة لتحقيق غايتها إن لم تشجب وترفض استيراد النفط من إيران.

صمت سلطات

وأمام المشهد الصارخ الذي شهده لبنان، التزمت أركان السلطة الصمت إزاء عبور القوافل الإيرانية في وضح النهار الحدود تحت حماية حزب الله، مقابل انكفاء للأجهزة الرسمية، ورأت مصادر مطلعة أن المشهد يعبر عن تهميش دور الدولة ومسؤوليتها عما يجري، مشيرة إلى أن الرئيس ميشال عون أمّن الغطاء الرسمي للمازوت الإيراني، بالتزامه الصمت، فكان سكوته وتغاضيه عن الموضوع بمثابة علامة رضى واضحة أمام الداخل والخارج، وتكريس للتموضع الاستراتيجي في خندق واحد مع حزب الله، ووفق المصادر فقد أتى جواب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إزاء مشهديّة دخول النفط الإيراني إلى الأراضي اللبنانية، في سياق فُهِم منه أن حكومته ليست سوى بلا حيلة عندما يتعلق الأمر بما يقرّره حزب الله، لا سيما أن ميقاتي أكد أن عملية استقدام الحزب للمحروقات الإيرانية تمت بمعزل عن إرادة الحكومة.

Email