الهجرة إلى أوروبا حلم الشباب السوري في الزعتري

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين خيار العودة إلى سوريا، وخيار الاستقرار في الأردن، فضّل السوري الثلاثيني محمد أكرم، أن يختار طريقاً أكثر خطورة، ولكنه أكثر استقراراً بنظره، فضّل خوض تجربة الهجرة إلى دولة أوروبية، وطلب اللجوء إليها. 

ليعيش حياته كما يأمل ويؤّمن أطفاله بالحياة التي يستحقونها، فالحياة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، لم تعد مناسبة بالنسبة لعائلته، ولعائلات كثيرة تسعى وترغب في الهجرة بأسرع وقت ممكن.

فالكرفان «المنزل المتنقل»، الذي يقطن به محمد وعائلته، المكونة من 3 أطفال، نخرتها أشعة الشمس الحارقة في الصيف، وتآكلت جراء برودة الشتاء القارصة، وأصبح يحتاج إلى خطط شهرية، وأخرى سنوية، لترميم وجوده في المخيم، محمد يفكر ليلاً ونهاراً، كيف سيرتب أوضاع عائلته، وكيف سيؤمن مبالغاً تعد هائلة بالنسبة له لهذه الرحلة، التي لا تعرف عقباها، إلا أنه يدعو الله عز وجل، ألا يخيب ظنه.

ورغم اداركه أن خروجه من الأردن، سيحرمه من العودة إليها كطالب لجوء، قبل الخمس سنوات، مع ذلك، فأم أولاده ووالدته، تصّران على المحاولة، ليت حياة العائلة تتحسن، يقول محمد:

«لم أكن الوحيد في المخيم، الذي فكر في خيار الهجرة، فجميعنا يفكر بذات الطريقة، ومن يتمكن من توفير المبالغ، يسارع لهذا الطريق، لعله يكون طريقاً للنجاة، فمنذ عام 2013، ونحن في الزعتري، وأصبحت نوعية الحياة تتراجع يوماً بعد يوم، ومع انخفاض المساعدات الدولية، العديد من البرامج ألغيت، وفرص العمل أيضاً، علاوة على المعيشة بطبيعتها صعبة، خاصة أن المكان صحراوي، فطفلي الكبير يعاني من الربو بشكل حاد، وأخاف عليه وعلى صحته، فواجبي كأب أن أقدم لأطفالي حياة أفضل!».

صعوبة العودة

وبين محمد أن خيار العودة إلى سوريا، لم يعد يفكر به بالوقت الحالي، ومن الصعب العودة في القريب العاجل، بسبب الأوضاع الأمنية، وخاصة أن محمد وعائلته من محافظة درعا، يردف محمد قائلاً: «إنني ممتن للأردن، وهذا أمر لا شك به، ولكني كأب، أبحث عن طرق لعائلتي، تجعلهم يرتاحون، وأن أحافظ على أطفالي ومستقبلهم، الذي يعد أمانة في عنقي، لو أردنا البقاء، ستكون حياتنا مشوشة، ولا أعرف هل سيتمكن أبنائي من التعلم مستقبلاً، والحصول على فرص مناسبة لمهاراتهم!».

ويشرح محمد أن المخيم هاجر منه عدد كبير من الشباب، وأنه سمع العديد من قصص الهجرة، وبعد تواصله مع عدد من الشباب السوري الذي هاجر، أن أمامه 3 دول، وهي ألمانيا والنمسا وهولندا، وهذا الخيار يتطلب توفير مبالغ من 5 آلاف دينار أردني إلى 9، ما يعني أن عليه أن يبيع كل ما يملك، وأن يستدين حتى يتمكن من المضي في هذه المغامرة، وفي هذه الدول، قد يتم طلب قبوله للجوء، ومن الممكن ألا يتم.

فالطريق ليس مباشراً، وهو رحلة طويلة، تتضمن التنقل من دول إلى أخرى، وصولاً إلى هذه الدول الثلاث، هذا التنقل يكون بالعادة بمساعدة المهربين الذين لا يقبلون أي تحرك بدون تقديم أجر عالٍ، ختم محمد قائلاً: «أتمنى أن تتكلل رحلتي بالنجاح، وأن الحق الأعداد الكبيرة التي هاجرت، وتمكنت من تحقيق حلم عائلة بالمجمل، بإنقاذها من الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتردية».

Email