لقاء بوتين - الأسد.. ماذا جرى وراء الأبواب المغلقة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت الزيارة المفاجئة وغير المعلنة مسبقاً للرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، ولقاؤه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، اهتمام المراقبين والمحللين السياسيين داخل روسيا وخارجها، سيما من حيث توقيتها، والسرية المطلقة التي أحيطت بها، إذ تم الإعلان عنها صباح اليوم التالي فقط، بعد عودة الأسد إلى دمشق، والأهم من كل ذلك، تأثيراتها المتوقعة على مستقبل الأزمة السورية.

ورغم أن المحادثات جرت بعد مرور بضعة أيام على تمكن الجيش الروسي من إنجاح التفاوض على اتفاق المصالحة في درعا جنوبي سوريا، وبالتالي منع إراقة الدماء على نطاق واسع، إلا أنه كانت لدى الزعيمين مواضيع أخرى للنقاش - حيث تغير الكثير في المنطقة منذ آخر محادثات وجهاً لوجه بينهما في يناير 2020 بدمشق، فضلاً عن مؤتمر عبر الفيديو بين الزعيمين في نوفمبر من العام نفسه.

وتأتي الزيارة وسط تسريبات في العاصمة الروسية حول وجود اتصالات روسية – أمريكية غير معلنة بخصوص الملف السوري، على ضوء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، والتغيرات التي ستطال ميزان القوى بشكل كبير، وبالتالي بحث مصير الوجود العسكري الأمريكي في العراق، وبناءً عليه، في شرق سوريا، وهو ما تعمد بوتين التلميح إليه مخاطباً ضيفه السوري، بأن «المشكلة الرئيسية تكمن بوجود القوات الأجنبية، في سوريا من دون قرار أممي أو بتصريح من الحكومة السورية».

مرحلة جديدة

الخبير في العلاقات العربية الروسية أندريه أونتيكوف، اعتبر في حديث لـ «البيان»، أن طبيعة وظروف اللقاء بين بوتين والأسد تشير إلى الاستعداد لمرحلة جديدة في الأزمة السورية، ينتقل فيه الدعم الروسي لدمشق إلى مستوى أعلى من التنسيق، مع استئناف المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن تحركه لإحياء العملية السياسية المتوقفة منذ مطلع العام الحالي، ولقاء جنيف بين نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف، مع منسق سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بريت ماكغورك.

وتابع أن زيارة الأسد لموسكو التي شكلت مفاجأة لواشنطن وحلفائها، أظهرت إصرار الكرملين على أن تكون الحكومة السورية هي الطرف الأساسي في أية عملية تسوية سياسية مفترضة، سيما على خلفية النجاحات العسكرية التي حقّقتها القوات السورية والروسية ضد الجماعات المسلحة، لا سيما في درعا، شرارة النزاع المسلّح في سوريا. ويعيد إلى الأذهان، في هذا السياق، زيارة بوتين إلى دمشق في نوفمبر 2020، والتي استبقت بوقت قصير التفاهم مع تركيا على إقامة ممر أمني ومناطق منزوعة السلاح وتسيير دوريات مشتركة في إدلب، موضحاً أن اللقاءات بين الزعيمين عادة ما تمهد لإحداث اختراقات في جدار الأزمة السورية.

Email