«الانتخابات الفلسطينية».. من يضع العصي في دواليبها؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأيام الأخيرة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لدى استقباله وفداً من منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان «إننا جاهزون لإجراء انتخابات عامة وشاملة في كل أنحاء الوطن الفلسطيني، وفي مقدمه القدس».

الكلام، بدا إيجابياً، من وجهة نظر الشارع الفلسطيني والمراقبين، على حد سواء، بيد أنه ينقصه التنفيذ، فطالما «أننا جاهزون»، فلماذا التأخير والتأجيل؟.. لا سيما وقد كنا على موعد لذلك، ولكن تم تأجيل الاستحقاق الانتخابي، وكانت القدس هي المبرر و«الشمّاعة» لهذا التأجيل، وهذا يعني أن الفلسطينيين لن يمارسوا حقهم الانتخابي في أمد قريب، فما المصير؟ وإلى أين تسير الأمور؟. طبقاً لمراقبين ومواكبين لملف الانتخابات الفلسطينية، فإن قضية القدس، يمكن حلها بكل سهولة ويسر، فضواحي المدينة الكبيرة والمزدحمة بالسكان، تخضع للسيطرة الفلسطينية، ويمكن ممارسة الانتخابات فيها، في حين في القدس الشرقية، فبإمكان الفلسطينيين ممارسة حقهم الانتخابي، من خلال إحدى وسيلتين، الأولى تتمثل في ذهاب صناديق الاقتراع إلى الضواحي، والثانية الانتخاب إلكترونياً، من خلال التقنيات الرقمية، والخيار الأخير يبدو الأفضل والأكثر نجاعة.

هنا، يعود بنا الحديث عن الـ 36 قائمة التي كانت ترشحت للانتخابات، ما أشّر بوضوح إلى رغبة الفلسطينيين لممارسة الانتخابات، وما زال من بينها 22 قائمة، تشّكل ما يُعرف بـ «المجلس التنسيقي للانتخابات»، وهدفه الإبقاء على العملية الانتخابية حيّة، والضغط على القيادة الفلسطينية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وتلك الخاصة بالمجلس الوطني الفلسطيني.

تجديد الشرعية

ويرى فلسطينيون، أن من حقهم المشاركة في تجديد شرعياتهم السياسية من خلال الممارسة الديمقراطية، يحدوهم الأمل في طي صفحة الانقسام المدمر،. وبدا أحمد الشاعر (28 عاماً)، متمسّكاً بحقه الدستوري والجماهيري في خوض الانتخابات، مبيناً أن القوائم التي شكّلت المجلس التنسيقي، سيكون لها تأثير كبير، ليس فقط على السلطة الفلسطينية، وإنما على المنظمات الحقوقية في العالم، للضغط على من يضعون العصي في دواليب الانتخابات، للخضوع لإرادة الشعب الفلسطيني، وإتاحة الفرصة له لممارسة حقه الديمقراطي.

ويضيف الشاعر لـ «البيان»: «الشعب الفلسطيني توّاق للديمقراطية، والتذرع بالقدس لتعطيل الانتخابات ادعاء كاذب، فبالإمكان لأهل القدس، التصويت في مناطق الضفة الغربية، وكل من يعرقل الحق الانتخابي، إنما يقف سداً أمام حرية الرأي والديمقراطية».

ويرى المحلل السياسي هاني المصري، أنه للتغلب على معضلة القدس، فهناك إمكانية لوضع صناديق الاقتراع في الأماكن المقدسة، كالمسجد الأقصى المبارك، وكنيسة القيامة، مبيناً أن لا خيار للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة، سوى فرض الانتخابات على كل من يعرقل سيرها.

Email