تقارير « البيان »

السودان أمام تحدي الالتزام باتفاق السلام في دارفور

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت مناطق متفرقة بإقليم دارفور خلال الأسابيع الأخيرة، أحداث عنف راح ضحيتها العشرات، في ولايات شمال ووسط وغرب دارفور، ما يجعل الحكومة الانتقالية والفصائل المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، أمام محك حقيقي لوقف الاقتتال بين المكونات المجتمعية باعتباره المهدد الرئيسي للعملية السلمية برمتها، ولا يمكن الحد من أعمال العنف بحسب مسؤولين سودانيين إلا بالتعجيل بإنزال بند الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق جوبا للسلام.

قتلى وجرحى سقطوا في أعنف مواجهات خلال أغسطس الماضي، كان مسرحها منطقتي كولقي وقلاب بولاية شمال دارفور، بسبب صراع حول ملكية الأرض (الحواكير).

بينما فرت أكثر من 5300 أسرة بحسب تقرير مفوضية العون الإنساني الحكومية، وأعقبها الأسبوع الماضي أحداث عنيفة بحاضرة ولاية وسط دارفور زالنجي، تلك الأحداث مثلت جرس إنذار لأطراف العملية السلمية بضرورة التدخل العاجل عبر تشكيل القوات المشتركة لحفظ الأمن وحماية المدنيين، والتي أقرتها اتفاقية السلام.

قلق

كما كانت الأحداث التي شهدتها دارفور مؤخراً مصدر قلق للبعثة الأممية المعنية بدعم عملية الانتقال «يونيتامس»، إذ أبدى ممثل الأمين العام إلى السودان، فولكر بيرتس قلقه جراء تجدد أعمال العنف بالإقليم، واعتبر ذلك بمثابة تذكير محزن بأن الوضع هش للغاية ويحتاج إلى اهتمام عاجل، ولفت خلال مخاطبته اجتماع تفعيل لجنة وقف إطلاق النار الدائم بدارفور والتي تترأسها بعثته إلى ضرورة نشر قوات حفظ الأمن المشتركة في أسرع وقت ممكن، وتنفيذ جميع الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاقية جوبا للسلام.

ويشدد نائب رئيس اللجنة العسكرية العليا للترتيبات الأمنية الفريق سليما صندل لـ«البيان» على صعوبة إنفاذ بنود اتفاق السلام المتعلقة بعودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم، انطلاق عمل مفوضية الأراضي والحواكير، وتحقيق التنمية المستدامة والتحول الديمقراطي بدون تنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية، باعتبار أن تلك القضايا والملفات موقفة، تماماً بسبب عدم إنزال بند الترتيبات الأمنية على أرض الواقع.

حفظ الأمن

ويؤكد صندل حرص قوات الحركات المسلحة المنتشرة في كل ولايات السودان، لا سيما في إقليم دارفور على حفظ الأمن ودعمه تحت إمرة لجان الأمن بالولايات، باعتبار أن تلك القوات لديها مصلحة في الأمن، وأن كل أسلحتها من أجل حماية المدنيين، ووصف الأحداث التي وقعت في بعض المناطق بأنها أحداث معزولة، وأرجع الهشاشة الأمنية في دارفور للسلاح الموجود بكثافة.

 

Email