«الجائحة» توسّع عمالة الأطفال في مخيم الزعتري

عمالة الأطفال تزداد في الأردن (أرشيفية)

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثرت جائحة «كورونا» بشكل واضح في الأطفال، وبالذات على تعليمهم، ومدى التزامهم بمتابعة دروسهم، وأتاحت الفرصة لهم للخروج إلى سوق العمل، والوقوف جنباً إلى جنب مع الكبار، العمل بحد ذاته يعد تجربة قاسية على أعمارهم، إلا أن هنالك مجموعة من الظروف دفعتهم إلى سوق العمل والمهن، باختلاف أنواعها، وباعتبار الأطفال يحتاجون إلى دخل أقل، كان استقطابهم أمراً يجذب أرباب العمل، رغم مخالفة ذلك لقانون العمل.

أكرم الحريري، وهو طفل من مخيم الزعتري للاجئين السوريين، ويبلغ من العمر 15 عاماً، يبين أنه يحب التعليم، ويحلم بأن يصبح مدرساً لمادة الرياضيات، لتفوقه فيها، ولكن الواقع يقف ضد الأمنيات، قائلاً: «منذ عامين وأنا أعمل في المشاريع الزراعية خارج المخيم، حيث أعمل على قطف الزيتون، ونقل صناديق العمل إلى سيارة النقل، أستيقظ مع والدي منذ 4 فجراً، ويستمر عملنا إلى 7 مساء، أكثر من 12 ساعة نقضيها بين الشجر وأشعة الشمس الشديدة، التي لا ترحم أحداً.

يضيف أكرم، العمل ليس بهذه السهولة، فنقل صناديق العنب التي تزن 25 كيلو غراماً للسيارة، صعب جداً، ويتعب الجسد، ويؤثر بكل تأكيد في العظام ونموها، أحصل في الساعة الواحدة على دينار أردني.

وكذلك والدي، للإنفاق على العائلة، هنالك عدد كبير من الأطفال، ولست أنا الوحيد في المخيم، الذي أخرج للعمل، فجميعنا ندخل في متاهات الالتزامات المادية والحياة الصعبة منذ الصغر، ونشعر بأهمية مساندة العائلة.

محل الفلافل

أما محمد الداغر (14) عاماً، وهو أيضاً من سكان مخيم الزعتري، ويعمل منذ عامين في محل الفلافل، حيث يقف أمام المقلاة الكبيرة الساخنة طوال اليوم، فيبدأ نهاره من الساعة 6 صباحاً، ويستمر إلى 4 مساء، ومن الممكن أن تزداد أوقات الدوام، بحسب الظروف، المقلاة التي يقف أمامها محمد، يصفها بالخطيرة، ويجب أخذ الحذر في التعامل معها، فالزيت الحامي، وكميته الكبيرة، من أخطر ما يكون.

يعلق محمد: "والدي، نتيجة الجائحة، فقد عمله، وأنا فعلياً لم أعد أتابع الدراسة عن بعد، التي كانت صعبة، وتحتاج إلى المتابعة، والأدوات وشبكة الإنترنت، وهذه جميعها غير متوفر أغلبه لدى أطفال المخيم، فوجدت أن أتوجه لأتعلم مهنة تفيدني، وأن أساعد والدي، فما أحصل عليه في اليوم، ويبلغ 5 دنانير، أفضل من لا شيء.

Email