سلمى العماري.. طموح يتحدى الحرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدأ اليمنية سلمى العماري يومها في صنعاء بين شتلات الأشجار، ترعى وتسقي وتستقبل الزبائن، تقدّم شرحاً وافياً عن نوع الأشجار ومميزاتها وكيفية رعايتها، كما تنتقل إلى الفلل والحدائق المنزلية لترتيبها وتشجيرها.

نجحت سلمى المنحدرة من محافظة إب في تجاوز كل صعوبات الحرب بدعم أبيها، اختارت المشاريع الخاصة بعد عدم نجاحها في الحصول على وظيفة على غرار زملائها من خريجي كلية الزراعة. قرّرت العماري افتتاح مشتل صغير في حديقة منزل عائلتها، ليصبح المشتل مع مرور الأيام قبلة الكثير من الزائرين، لا سيما أنها تتفنن في توزيع أشجار الزينة داخل المنازل وعلى شرفاتها، مستفيدة من تخصصها الذي أمضت فيه أربع سنوات.

لم يقف عدم تمكن سلمى من الالتحاق بكلية الطب في طريق نجاحها في الحياة، فاختارت دراسة الزراعة، وبعد إكمال دراستها لم توفّق في الحصول على وظيفة، لتختار العمل في مجال صناعة البخور والعطور، التي كانت تبيعها لأقاربها بمردود بسيط، إلا أنها لم تحتمل طويلاً البعد عن تخصصها في مجال الزراعة، لتقرر إنشاء مشروع زراعي متخصص بنباتات الزينة، إلا أن الأمر لم يقتصر على الزراعة فقط، بل كانت تقوم بجمع الأوعية المستخدمة وتحويلها لتحف فنية بداخلها غرسة من أشجار الزينة.

تعمل سلمى على تزيين الفخار والأكواب الزجاجية والسلال المصنوعة من القش وغيرها من الأشياء، وتزرع بداخلها إحدى أشجار الزينة، فيما تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي في الترويح لأعمالها، التي لاقت إقبالاً كبيراً ممن يرغبون في تزيين ممرات منازلهم وجدرانها.

أكبر عائق

تشكل الحرب أحد أكبر العوائق أمام سلمى وطموحها، إذ إن معظم المواد التي تستخدمها يتم استيرادها من الخارج، ما يسبب في الكثير من التأخير، فيما تضطر في بعض الأحيان لإلغاء الطلبات التي تأتيها. تستيقظ سلمى بشغف وحيوية كل صباح للعناية بالأشجار سقيها وإزالة الحشائش الضارة، واستقبال الزبائن وتعريفهم بما لديها من منتجات وأنواع من أشجار الزينة. تطمح سلمى إلى تحقيق حلمها الأكبر المتمثّل في افتتاح مركز لدراسات وأبحاث إنتاج البذور، وأن تتوسّع لتمتلك مشتلاً كبيراً، بما يمكنها من مساعدة نفسها وأسرتها وشراء بيت بدلاً عن الذي تسكنه أسرتها بالإيجار.

Email