تقارير « البيان»

لا مصالحة.. والفلسطينيون على شفا انقسام جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم كل المساعي والجهود لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ما زال الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنذ سنوات طويلة، يعانون من الانقسام، وكل ما يتمخض عنه من تداعيات مدمرة ومواقف مضرة.

جاب الفلسطينيون العواصم العربية والأوروبية، لطي صفحة الانقسام، لكن دون تحقيق أي تقدم، بل إن الخنجر المسموم والجرح الغائر في جسد الشعب الفلسطيني، بدأ يتعمّق أخيراً على وقع انقسام جديد، بدأ يشق طريقه بسرعة في الضفة الغربية بين الشعب والقيادة.

خلافات

ومنذ مقتل الناشط السياسي نزار بنات أواخر يونيو الماضي، دبّت الخلافات في الشارع الفلسطيني، إذ اندلعت التظاهرات المنددة باغتياله، بينما أخذت السلطة الفلسطينية تقمع المتظاهرين ضرباً واعتقالاً، في محاولة لمنع كل أشكال التظاهر، أو حتى الاعتراض على أي إجراءات قد تتخذها، وقبل أيام احتجزت السلطة في سجونها نشطاء فلسطينيين، بينهم شعراء وكتاب وأدباء، ما دفع بمؤسسات المجتمع المدني والأهلي، لتعليق التعامل أو الحوار مع الحكومة الفلسطينية، بشأن حقوق الإنسان.

وينادي نشطاء سياسيون فلسطينيون، بين الحين والآخر، بضرورة وأهمية استعادة الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، فيما لا تلوح في الأفق أي بوادر على أن السلطة تريد الاستماع والاستجابة للمطالب الشعبية، فيما لا يبدي أي طرف استعداداً للمضي قدماً في مشروع المصالحة، ما يزيد من التفكك السياسي بين الفلسطينيين، ويجر الشارع إلى حالة من التفكك الاجتماعي.

إجراء انتخابات

ويشير الكاتب والمحلل السياسي، خليل شاهين إلى أن الحل الوحيد لمعضلة الانقسام يكمن في إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية، مبيناً أنّ هذه الانتخابات تأجلت لأسباب غير مفهومة ولا مقنعة، فضلاً عن أن تأجيلها فاقم من تردي الأوضاع الفلسطينية. وتبدو كل جهود إنهاء الانقسام تسير إلى طريق مسدود، إذ ابتعدت المصالحة عن نبض الشارع الفلسطيني، بينما راحت حركتا فتح وحماس تناكفان بعضهما البعض دون الالتفات للمصالح العليا للشعب الفلسطيني وقضيته، كما يرى مراقبون.

Email