مواجهات في الزاوية تنذر بعودة حرب الميليشيات في غرب ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجددت الاشتباكات في مدينة الزاوية ( 50 كلم إلى الغرب من طرابلس ) بين مسلحين حكوميين تابعين لجهاز دعم الاستقرار وآخرين من قوات البحث الجنائي، وذلك امتداداً للمعارك التي دارت أول أمس الخميس

وقالت مصادر محلية لـ«البيان» إن الشرارة الأولى للمواجهات انطلقت صباح الخميس عندما هاجمت آليتان مصفحتان تابعتان لجهاز دعم الاستقرار الذي شكله المجلس الرئاسي السابق، نقطة تمركز للشرطة بمدينة الزاوية ما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة أربعة آخرين بجراح بليغة وحرق سيارة تابعة لوزارة الداخلية.

تنافس على النفوذ
وأضافت المصادر أن مواجهات الزاوية تعتبر امتداداً للمواجهات التي تمت سابقاً بمدينة العجيلات ثم بمدينة العزيزية وتسببت في سقوط عدد من القتلى والمصابين، وذلك على خلفية التنافس بين الميليشيات على النفوذ في غرب البلاد.

وبينت المصادر أن ميليشيات متعددة الهويات والمرجعيات بدأت ظهر أمس الجمعة في حشد قواتها بمنطقة «جودايم» شرقي الزاوية، وهو ما ينذر بمعارك طاحنة في المنطقة قد تتسع رقعتها إلى مناطق أخرى في غرب ليبيا.

وأكد قسم البحث الجنائي الزاوية مقتل شرطي وإصابة أربعة آخرين جراء هجوم مسلح وقع الخميس على نقطة أمنية تابعة للبحث الجنائي في مدينة الزاوية.

وأضاف إن الهجوم وقع تحديداً في الإشارة الضوئية بمفترق عمر المختار من قبل سيارتين مصفحتين، وهو ما تسبب في احتراق إحدى السيارات التابعة لوزارة الداخلية، والتي كانت متوقفة بالموقع.
وتعرض عدد من المساكن والممتلكات الخاصة والعامة إلى أضرار متفاوتة نتيجة القصف العشوائي باستعمال قاذفات الهاون، وهو ما جعل السكان المحليين يرفعون نداءات استغاثة إلى الحكومة الوطنية.

مواجهات
وسيطرت قوات دعم الاستقرار أمس الجمعة على منطقة طريق مصفاة النفط بالزاوية، ودخلت في مواجهات مع قوات البحث الجنائي المدعومة بعدد من ميليشيات الزاوية، وهو ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى إضافة إلى أضرار بليغة في الممتلكات.

ويقود قوات دعم الاستقرار محمد بركة الشلفوح الذي كانت قوات البحث الجنائي بالزاوية بقيادة محمد بحرون الفار قد طردته من مدينة العجيلات في يوليو الماضي بعد معارك طاحنة، ليفر إلى مناطق ورشفانة جنوب غرب طرابلس.

وأعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا، في بيان لها عن عميق قلقها من اندلاع الاشتباكات المسلحة بمدينة الزاوية ،الأمر الذي ينذر بتقويض ما تبقى من سلم أهلي هش في المنطقة، وبما يعرض ممتلكات وأرواح الناس للخطر، وفق نص البيان.

ودعت المنظمة،حكومة الوحدة الوطنية بالعمل وتكثيف جهودها لتهدئة النزاع المسلح واستعادة الأمن بمنطقة النزاع وحماية المدنيين وممتلكاتهم، وأكدت على أن التحشيد العسكري لطرفي النزاع سيؤدي إلى خسائر بشرية غير محدودة، وبخاصة مع انتشار السلاح على نحو واسع، وانتشار الميليشيات المسلحة المناطقية التي يعاني جميعها من نقص في الانضباط.

تحديات
وتواجه مناطق غرب ليبيا تحديات أمنية متواصلة بسبب استمرار نشاط الميليشيات ورفضها الخضوع للقانون والانضباط للقرارات الحكومية، وهو ما تم التطرق إليه مؤخراً، وفي مناسبات عدة، من قبل المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية.

Email