رحمة السبئي.. ليس للإرادة حد

ت + ت - الحجم الطبيعي

«ليس للإرادة حد» ذلك ما تجسده الفتاة اليمنية رحمة محمد عبدالله إبراهيم السبئي، والتي ولدت دون ذراعين وشقت طريقها لتصل إلى منصة التكريم الجامعية.

فرغم أن رحمة من ذوي الهمم وولدت دون ذراعين إلا أنها شقت طريقها بعزم لا يلين لترفع رأس أبيها ولتثبت أن لديها القدرة لتحقيق ما تريد.

في قرية انبيان بمديرية المسراخ التابعة لمحافظة تعز، درست رحمة المراحل الدراسية الأولية وحتى المرحلة الثانوية التي تسبق الدراسة الجامعية ليتوفى حينها الأب الذي مثل خير سند ومعين لابنته بتوفيره كل متطلبات دراستها.. وليتكفل بعدها أشقاؤها بإتمامها دراستها الجامعية، والتي تحصلت في ختامها على البكالوريوس في علوم القرآن.

وعلى مدى أربع سنوات من الدراسة الجامعية لم تلتفت رحمة للعوائق الاجتماعية التي صادفتها، كما أن معاناتها من طريق وعرة كانت تعبرها لأكثر من ست ساعات ذهاباً وإياباً من قريتها لجامعتها لم تثنها لأنها تحب الدراسة وسعت لتحقيق حلمها.

وأخيراً، ها هو اليوم الموعود يهل، وها هي الزغاريد تتعالى فيما تطوق عنق رحمة أطواق الفل مع سيل من الفرح الغامر الذي كسا محياها، ومن يهمس في أذنها «لقد حققتِ حلماً».

ممر عبور

لكل من وقفوا بجانبها توجّه رحمة الشكر الجزيل، كما توجّه نصيحتها لكل ذوي الهمم بأن يبذلوا جهودهم ليحققوا طموحاتهم. و«أنه ليس للإرادة حد»، ورغم عن ما حققته رحمة، إلا أنها تؤكد أن التخرج في الجامعة ليس أقصى أمانيها، بل ليس سوى ممر عبور للتحصل على وظيفة تحقق فيها بقية ما تحلم به. في يوم تخرجها فرت دمعتان يتيمتان من عيني رحمة ربما كانتا تعبران عن تذكرها لوالدها «كان يريدني أن أرفع له رأسه، والحمدلله رفعت رأسه».

Email