تأجيل اللقاء الـ 13 بين عون وميقاتي يعمّق أزمات لبنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عشيّة مرور الشهر الأوّل على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة (26 يوليو الماضي)، وفيما كانت الأنظار متّجهة إلى قصر بعبدا، لتلمّس معالم المحاولة المتقدّمة التي كان سيقوم بها ميقاتي بتقديم تشكيلته الوزاريّة إلى الرئيس ميشال عون، ومحاولة الحصول على توافق نهائي معه لإعلان الولادة الحكوميّة، تمّ الإعلان مجدّداً عن تأجيل اللقاء الـ«13» بينهما إلى موعد غير محدّد، مع ما يعنيه الأمر من ضيق سياسي يطبق على الحكومة.

وعشيّة بلوغ التكليف الجديد شهره الأوّل اليوم، سجّلت بورصة التأليف هبوطاً حاداً في أسهم التفاؤل والإيجابيّة، مع تعذر استئناف لقاءات قصر بعبدا تحت وطأة استمرار استعصاء العقد في عملية إسقاط الأسماء على الحقائب والحصص، ما دفع مصادر مواكبة للاتصالات الحكوميّة إلى التأكيد لـ«البيان» على أنّ الساعات المقبلة لا بدّ وأن تكون حاسمة وفاصلة بين «الأبيض والأسود». 

ووسط صورة ملبّدة بتساؤلات حول سرّ التخبّط الذي أسر ملفّ تأليف الحكومة وعطّله، برز تطوّر لافت، في التوقيت والمضمون، وتمثل بمعلومات تردّدت ومفادها أنّ صندوق النقد الدولي يتجه إلى التريّث في تحويل مبلغ 860 مليون دولار إلى لبنان، من ضمن برنامج وحدات حقوق السحب الخاصة الذي تبلغ قيمته 650 مليار دولار تُوزّع على 190 دولة أعضاء في الصندوق، وذلك في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة، على أساس أنّ الحكومة الحالية هي لتصريف الأعمال.

ووسط معلومات ومعطيات تؤكّد الدوران في الحلقة المفرغة على صعيد عمليّة التأليف، لم يكن أدلّ على صدقيّة المخاوف من التحاق مهمّة ميقاتي بما أصاب سابقاً سلفه سعد الحريري، وقبلهما مصطفى أديب، من إرجاء زيارته لقصر بعبدا اليوم الأربعاء لتقديم تشكيلته الوزاريّة. وعليه، لا يزال الملفّ الحكومي مترنّحاً بين احتمالَي الاعتذار والتشكيل، في انتظار أن يحسم الرئيس المكلّف أمره، خلال الساعات القليلة المقبلة. وبمعنى أدقّ، فإنّ معادلة «لا حكومة ولا اعتذار» ستظلّ سارية المفعول لوقت إضافي بعد، إلا إذا قرّر ميقاتي أن يختصرها عبر قرار في هذا الاتجاه أو ذاك. علماً أنّ الخلاف الفعلي بين عون وميقاتي، كما يتردّد، هو حول سعي الأول إلى حكومة يمسك بمفاصلها، وسعي الثاني إلى حكومة منسجمة وقادرة على الإنجاز. على أنّ ما أجمعت عليه مصادر عدّة أنّ الرئيس المكلّف نجيب أعدّ تصوّراً كاملاً لتشكيلة من 24 وزيراً (22 حقيبة واسماً، بالإضافة إلى رئيس الحكومة ونائب رئيس مجلس وزراء بلا حقيبة)، وذلك تحت سقف المعايير غير الحزبيّة والتخصصيّة الموضوعة للتسميات، ووفقاً لمعادلة الـ«8×8×8» التي لا يمكن خرقها بأيّ شكل من الأشكال أيّاً كانت الظروف المتحكّمة بعملية التأليف، على أن يقدّمها إلى رئيس الجمهورية في أوّل لقاء يجمعهما.

وفي الانتظار، آثرت مصادر واسعة الإطّلاع عدم الإفراط في التفاؤل أو التشاؤم واستباق الأحداث، مكتفيةً بالإعراب لـ«البيان» عن قناعتها بأنّ عون لن يغامر ويفرّط بفرصة تشكيل الحكومة، لأنّه بات يعلم يقيناً أنّ ميقاتي، عندما يزور بعبدا، سيكون حاملاً التشكيلة الوزاريّة مع خطاب التأليف في جيْب وكتاب الاعتذار في الجيْب الآخر. وفي الانتظار أيضاً، لا يزال اللبنانيّون ينامون ويستفيقون على أخبار متناقضة تطبع مسار تشكيل الحكومة، إلى حدّ أصبحوا معه أسرى الأجواء المتضاربة التي يتمّ بثّها. تارةً تتمّ إشاعة الإيجابيّة المفرطة، وطوراً يغلب الطابع السلبي. في الجو الإيجابي، يذهب البعض إلى حدّ اعتبار أنّ الحكومة ستتشكّل خلال ساعات قريبة، ما أن يلتقي عون وميقاتي. أمّا الأجواء السلبيّة، فتعتبر أنّ العقد لا تزال على حالها، وكذلك المراوحة.

كلمات دالة:
  • لبنان،
  • بورصة،
  • توافق،
  • ميشال عون،
  • نجيب ميقاتي
Email