«البيان» تعايش قصة نجاح شاب فلسطيني على كرسي متحرك

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تمنعه إعاقته من التحليق في عالم النجاحات، وإثبات ذاته، رفض أن يظل حبيس جسد عليل لا يمكنه من المشي، فحمل حلمه ومضى بقوة وعزيمة وإصرار، ليثبت للعالم أن الإعاقة لا تلغي الطاقة. إنه الشاب الفلسطيني المثابر والطموح، عبدالله خالد عصيدة (24 عاماً) من بلدة تل قرب نابلس شمال الضفة الغربية، كان في الـ14من عمره عندما قرر أن يلتحق بالصف الدراسي الأول الأساسي في مدرسة البلدة، وبعد اجتيازه امتحان القدرات بامتياز، تم ترفيعه إلى الصف الرابع، وتابع دراسته في مدرسة القرية متحدياً كل الصعوبات، جاء ذلك بعد تأخره 7 سنوات عن أبناء جيله إثر معاناته من مرض ضمور في العضلات وليونة في العظام رافقه منذ ولادته، إلا أن ذلك لم يثنه عن الاجتهاد والدراسة والتفوق، فبإرادته الحديدية، وعزيمته الصلبة، أنهى الثانوية العامة الفرع الأدبي بمعدل 86.3%. 

وأبدت والدة عبدالله سعادتها وفخرها بنجاح نجلها وحصوله على هذا المعدل، على الرغم من إعاقته، متغلباً على التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على القطاع التعليمي من خلال الدراسة عن بعد، وأكدت الوالدة أن عبدالله لم يتلق دروس التقوية الخاصة رغم الوعكة الصحية التي المت به قبيل الامتحانات النهائية، فهو يفضل الاعتماد على ذاته بكل الأمور. 

وأشارت الوالدة لـ«البيان» أنها لم تتوقع أن يحصل ابنها على هذا المعدل، وقد فوجئت بالمهنئين والمهنئات يتوافدون لمنزل العائلة، بينما كانت تقطف ثمار التين استعداداً لبيعها برفقة زوجها. أما عبدالله فلم يجد كلمات تعبر عن فرحته بهذا النجاح، قائلاً:«الحمد لله لم يضع تعبي وسهري سدى، فقد حرصت منذ بداية العام الدراسي على الدراسة والمتابعة أولاً بأول حتى أتمكن من تحقيق الحلم، وتابع حديثه وهو على كرسيه المتحرك:»سأنتسب إلى كلية الاقتصاد في جامعة القدس المفتوحة تخصص محاسبة)، ودعا جميع الطلبة من ذوي الهمم بأن يقوموا بوضع أهدافهم نصب أعينهم، مع ضرورة التخطيط لعملية الدراسة طوال العام، وأن يجتهدوا مع بداية العام، ويفعلوا كل ما هو مطلوب منهم، وبذلك يضمنون أفضل النتائج. 

 وأهدى عبدالله نجاحه وتفوقه إلى شقيقته الثلاثينية سلسبيل التي تشاركه المرض ذاته، وهي من حفظة القرآن، وإلى روح شقيقه محمد الذي توفي قبل عامين بالمرض ذاته، وإلى والديه وإلى كل شخص كان داعماً ومسانداً له في مسيرته التعليمية.

Email