مازوت إيران يفاقم لهيب لبنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تلقت عملية تأليف الحكومة في لبنان أمس، ضربة قاضية، بعد خطاب الأمين العام لميليشيا «حزب الله» حسن نصرالله وردّ رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عليه، إذ أعلن نصرالله أن سفينة مازوت إيرانية في طريقها باتجاه لبنان وستحمل معها المازوت، على أن تتبعها سفن أخرى، محذّراً الأمريكيين والإسرائيليين من اعتراضها. وسارع الحريري إلى الردّ، في موقف حمل الكثير من الرسائل والدلالات، ما أوحى بأن خطوة جرّ النفط الإيراني إلى بيروت لن تكون لها تداعيات سلبية إضافية على علاقات لبنان بالعالم وبمحيطه العربي، بل على جهود تشكيل الحكومة أيضاً، إذْ سأل في بيان: «هل ما سمعناه عن وصول السفن الإيرانية هو بشرى سارة للبنانيين، أم هو إعلان خطير بزجّ لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية؟».

وأكد أن «سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات إضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى»، وواصفاً اعتبار السفن الإيرانية «أراضي لبنانية» بأنه «يشكل قمة التفريط بسيادتنا الوطنية، ودعوة مرفوضة للتصرّف مع لبنان كما لو أنه محافظة إيرانية»، خاصاً من يعنيهم الأمر بالقول: «لن نكون غطاءً لمشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم»، و«إيران تعطّل تأليف الحكومة». وختم الحريري بالقول: «يستطيع حزب الله أن يحصل على تأشيرة تواطؤ مع العهد، وأن يغطّي نفسه بصمت الفريق الرئاسي، لكنه لن يحصل من أكثرية اللبنانيين على إجازة مرور لتسليم لبنان للسطوة الإيرانية».

وما بين كلام نصرالله وردّ الحريري، فإن ثمّة إجماعاً على أن ما جرى أمس، أصاب من التشكيل مقتلاً، في حين ارتفع منسوب مطالبة نجيب ميقاتي بالاعتذار عن تشكيل حكومة سيتقاسم طاولتها مع من «يعزلون لبنان عن العالم، ويعكّرون علاقاته مع محيطه»، خصوصاً إذا كانت هذه الحكومة ستبدأ عملها بنفط إيراني بدلاً من الدعم الدولي المنتظر.

الأمتار الأخيرة

ودخلت عملية التشكيل الحكومي في لبنان مرحلة الأمتار الأخيرة مع إسقاط الأسماء على الحقائب، إلا أن الوصول إلى خط النهاية وصدور المراسيم يحتاج إلى تذليل بعض التباينات في المسودة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي.

وهكذا، لا يزال لبنان في قلب الدوامة الحكومية. ذلك أن الأجواء التفاؤلية سقطت، فيما التشكيلة الحكومية، والتي قيل إنها صارت شبه جاهزة، فتبين أن العقد فيها أكثر من الحلول، ما يعني أن الأسبوع الحالي لن يشهد ولادة الحكومة المنتظرة، والتي باتت أمام احتماليْن: أن تخرج إلى العلن في غضون أيام قليلة، أو يعتذر ميقاتي.

وفي السياق، علمت «البيان» أن العقد الأساسية التي فرملت الحكومة المنتظرة، ولا تزال، تتعلق بـ4 حقائب وزارية: الداخلية التي اقترِح لها 3 مرشحين، دون أن يحظى واحد منهم بالموافقة الثلاثية المطلوبة من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ومعه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، «العدل» التي اقترح لها اسميْن رفضهما تباعاً عون، و«الطاقة» التي أُعطيت لرئيس الجمهورية إلا أنه اقترح لها اسماً دون التوافق عليه مع ميقاتي، والخلاف نفسه بينهما على الاسم الذي سيتسلم حقيبة الشؤون الاجتماعية.

Email