لماذا فاقمت أزمة المناخ الوضع الإنساني في الیمن؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدى التعرض للأخطار الطبیعیة والسیول والجفاف في الیمن إلى تدمیر المساكن والبنیة التحتیة وتقیید الوصول إلى الأسواق والخدمات الأساسیة وتدمیر سبل العیش وتسھیل انتشار الأمراض الممیتة وارتفاع الوفیات، وكذلك ساھم في نزوح السكان ضمن ما تعتبر أصلاً رابع أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم في ظل وجود أكثر من 4 ملایین شخص نازح داخلياً.

تضرر

یجلب موسم الأمطار السنوي أمطاراً غزيرة ورياحاً عاتية وسيولاً، لا سيما في المناطق الساحلية، ففي العام الماضي، تأثرت 13 محافظة، مما أضر بأكثر من 62,500 أسرة، بینما تضررت بالفعل آلاف الأسر الأخرى في عام 2021م. وبسبب إغلاق الطرق، حيث تستمر السيول في إعاقة قدرة شركاء العمل الإنساني على تقدیم المساعدات المنقذة للأرواح إلى السكان المحتاجين.

صراع

ونتيجة للصراع والانھیار الاقتصادي، أصبح حوالي 5 ملایین شخص في الیمن على شفا المجاعة، حیث أصبح البلد یكافح في ظل تزاید انعدام الأمن الغذائي وتزاید سوء التغذیة وما یرتبط بذلك من الوفیات فضلاً عن الآثار طویلة الأمد التي لا یمكن تداركھا على نشأة الطفل ونموه. كما أنه من المتوقع أن یعاني أكثر من 2.25 ملیون طفل دون سن الخامسة وأكثر من ملیون امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذیة الحاد ھذا العام. ومع استنفاد مصادر المیاه ببطء والتصحر الناجم عن الضغوط الزراعیة، أصبح وضع الأمن الغذائي الھش أصلاً مھدداً بشكل أكبر بسبب الجفاف المتكرر وتغیر المناخ، مما یؤثر سلباً على توافر الأراضي الصالحة للزراعة والحصول على المياه الآمنة للشرب.

أزمة إنسانية

وقال دیفید غریسلي، منسق الشؤون الإنسانیة في الیمن: «في ذكرى الیوم العالمي للعمل الإنساني، نضم أصواتنا إلى أصوات زملائنا حول العالم للتأكید على أن الأزمة المناخیة ھي أزمة إنسانیة. ویجب اتخاذ الإجراءات العاجلة لمعالجة جدیة وھادفة لمشكلة التغیر المناخي، وكذا للتخفیف من الكلفة الإنسانیة والبیئیة الناجمة عن الأزمة المناخیة، فإن أولئك الأشدّ ضعفاً بیننا ھم من سیدفع مرةً أخرى ثمناً غالياً».

وأضاف: «أصبح أكثر من 20 ملیون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانیة والحمایة هذا العام، بما في ذلك 12.1 ملیون شخص في أشدّ الحاجة إلى ذلك. وتسعى خطة الاستجابة الإنسانیة للیمن للعام 2021م للحصول على تمویل بحجم 3.85 ملیارات دولار لتوفیر المساعدات الإنسانیة المنقذة للأرواح والحمایة لـ 16.2 ملیون شخص من ذوي الاحتیاج، ولم تتلقى سوى أقل من 50 في المائة من التمویل المطلوب».

Email