تقارير « البيان»

مبادرة حمدوك.. هل تفلح في حلحلة الأزمة ولملمة السودانيين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخرطوم – طارق عثمان

أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، خلال الأيام الأخيرة عن مسار المشاورات أجراها خلال الشهرين الأخيرين حول مبادرته لإنهاء الأزمة السودانية مع مختلف الفعاليات الوطنية والسياسية والأهلية، والتي خلصت إلى تشكيل الآلية المنوط بها تنزيل المبادرة لأرض الواقع، مبيناً أن المُحدد الأساسي في تكوين اللجنة هو السعي لتحقيق أكبر توافق داخل المجتمع السوداني وإحداث أكبر عملية تشاور حول قضايا البناء والانتقال الديمقراطي.

غير أن مراقبين يرون أن آلية تنفيذ المبادرة بتشكيلتها التي أعلن عنها تمثل تحدياً في حد ذاته، باعتبار أن الاستعانة بقيادات الإدارة الأهلية وعضوية الأحزاب السياسية من شأنها أن تعيق الآلية في تنفيذ مهامها، إذ يرون أن ذلك سيخلق جدلاً جديداً، في الوقت الذي يأمل فيه السواد الأعظم من السودانيين في إيجاد معالجات حقيقية تسهم في إخراج البلاد من عنق الزجاجة، ويزيل الخلل العام الذي ورثته الحكومة الانتقالية من النظام المخلوع.

ويؤكد المحلل السياسي الجميل الفاضل لـ«البيان» أن مبادرة حمدوك وبمحاورها السبعة وجدت تجاوباً من قطاعات واسعة من الشعب السوداني، وخلقت حالة من التفاؤل، باعتبارها المدخل لحلحلة قضايا البلاد المعقدة، غير أن الفاضل يرى أن تكوين الآلية ولّد أزمة جديدة، وذلك بسبب عدم صياغة وصب المبادرة في قالب صالح للتنفيذ، ولفت إلى أن تكوين آلية تنفيذ المبادرة أرجع بها إلى المربع الأول.

وأضاف: «ولكن بالشكل الحالي ستعود المبادرة إلى دائرة الجدال غير المفيد، لا سيما عقب الاستعانة بالإدارة الأهلية وعضوية الأحزاب والناشطين، كما أن إدخال عناصر محسوبة على النظام المعزول ضمن آلية المبادرة أحدث تشويشاً عليها».

أما المحلل السياسي محمد علي فزاري فيرى في حديث لـ«البيان»، أن مبادرة حمدوك محاطة بتحديات كثيرة، أبرزها تساقط بعض الرموز السياسية والمجتمعية من عضويتها قبل بداية عملها، الأمر الذي سيضعفها ويفقدها عامل الصمود، بجانب تحدي الإطار الزمني، إذ حدد شهرين للآلية لإنزال المبادرة، ولكن بحسب فزاري فإن الحكومة الانتقالية فشلت كثيراً في الإيفاء بالتزاماتها في العديد من القضايا، حيث من المتوقع أن يعقد المجلس التشريعي اليوم أولى جلساته حسب المبادرة وهذا ما لم يحدث.

Email