تفعيل الإدارات المحلية جديد نوعي في طروحات الأسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

فاجأ الرئيس السوري بشار الأسد في حديث له مع رؤساء مجالس المحافظات بطرح جديد حول آلية الحكم والإدارة في سوريا، حيث أكد أهمية مجالس المحافظات في إطار اللامركزية الإدارية، التي تعني بشكل من الأشكال تخفيف الضغط عن المركز (دمشق)، وهو طرح اعتبره الكثير مبادرة جديدة من الرئيس الأسد في إطار منح المناطق الأخرى فرصة إدارة نفسها بصلاحيات إدارية واسعة من دون الرجوع إلى المركز.

الأسد قال في حديثه إن تجربة الإدارة المحلية تجربة مهمة هدفت إلى تعزيز دور المواطنين في إدارة شؤونهم المحلية والمساهمة في اتخاذ القرارات التي ترسم مستقبل مناطقهم، وكأي تجربة حملت إيجابيات وشابتها سلبيات، ومع مرور الزمن أصبحت الفكرة بحاجة إلى تطوير وقانونها بحاجة إلى تعديل.

البعض اعتبر أن حديث الأسد عن الإدارات المحلية هو رسالة للمناطق الأخرى التي تطالب بإدارة ذاتية وفي مقدمتها الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، فمثل هذا القانون قائم في سوريا قبل هذه المطالبات إلا أنه ضمن قانون وضعته الحكومة السورية في عام 2011 وهو القانون 107 الذي ينص على منح البلديات المزيد من الاستقلالية وتوسيع هامش اللامركزية الإدارية في إدارة شؤون المجتمع.

الإدارة الذاتية

وكانت مفاوضات الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية في صيف عام 2018 جزءاً من هذا النقاش حول إدارة تلك المناطق، حيث عرضت الحكومة السورية على الإدارة الذاتية – آنذاك- أن تمارس صلاحياتها ضمن القانون 107 لإدارة المناطق، وهو يعني في الوقت ذاته بقاء العلاقة المركزية بالعاصمة دمشق، لكن طرح الأسد لتطوير فكرة الإدارة المحلية وفق القانون المذكور، يشير إلى تغير جديد تطرحه دمشق، في ظل تقسيم الأمر الواقع الذي أنتجته ظروف الحرب في شمال شرقي سوريا وكذلك في إدلب وريف حلب الشمالي الغربي.

هذه الرسالة من الرئيس السوري في هذا التوقيت وفي ظل تعثر الحلول السياسية، توحي بنقلة نوعية مبدئية بانتظار التطبيق وآلياته حول فكرة الإدارة المحلية، وربما يكون تطبيق هذا القانون الذي أقر الأسد أن صدوره في الأيام الأولى للحرب، وتعثّر تطبيقه حينها، فرصة لطرح فكرة جديدة حول آليات الحكم والإدارات في سوريا وربط كل المناطق بصيغة الإدارة اللامركزية من أجل منهجية التنمية المحلية في مجتمع ما بعد الحرب.

رؤية واقع

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن المهام كثيرة والمسؤوليات كبيرة والنجاح يكون من خلال القدرة على رؤية الواقع بتفاصيله الكثيرة وبتشعباته المعقدة بالشكل الذي يجعلنا نرى الحقائق كما هي ولا نغرق بالتشاؤم وبالمقابل لا نغرق بالتفاؤل.

ونوه الأسد بأن الأولوية في المرحلة السابقة كانت لاستعادة الأمن، أما اليوم فالأولوية للإنتاج وفرص العمل لاستمرار الاستقرار.

Email