في اليوم العالمي للشباب

اللاجئون السوريون في مهمة تحمل التحديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال شباب سوريا إلى هذه اللحظة، يواجهون تحديات عديدة في الأردن، رغم أنه مر سنوات عديدة على قدومهم واستقرارهم، إلا أن الظروف المحيطة بهم، لم تسهم فعلياً في تعزيز قدرتهم، وإنعاش حياتهم من جديد، فالصعوبات مختلفة، ومع ذلك، فإننا نجد قصص نجاح تبهرنا، تؤكد على إصرارهم على الحياة، ودافعيتهم نحو التميز.

في يوم الشباب العالمي، ينشغل الشباب السوري اللاجئ في قضايا مختلفة، تشكل جوهراً لحياتهم، بدءاً من مهمة إيجاد قوت يومهم، إلى طموحهم في الوصول إلى الجامعات، وبناء مستقبلهم، الذي يأملون أن يكون أفضل بكل المعايير.

عقود محددة

منسق خارجي في اللجنة الشبابية السورية، وناطق رسمي سابق عن اللاجئين والشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، السوري صابر الخطيب (24 عاماً)، يقول: «التحديات التي يواجهها الشباب السوري عديدة، ومرتبطة في بعضها البعض بشكل ما، فالشباب لديهم إشكالية كبيرة في إيجاد فرص عمل، تدر عليهم دخلاً مناسباً لأسرهم، وتشعرهم بالاستقرار، فأغلب فرص العمل في المخيمات، تكون مع المنظمات الدولية، التي تتصف عقودها بأنها رهينة أشهر محددة، ومن ثم يتم التجديد، وبالتالي، فإن الشخص يشعر دوماً بالقلق النابع من تفكيره بعائلته، وماذا سيفعل بعد انتهاء العقد!».

ويضيف الخطيب، وهو من سكان مخيم الزعتري للاجئين السوريين منذ عام 2012، أن جائحة «كورونا» تركت أثراً سلبياً في قطاعات وفرص عديدة، ولا يمكن إنكار ذلك، وزادت من سوء الأوضاع التي تعيشها الأسر بشكل عام، ومن التحديات الأخرى التي تقف في وجه الشباب، تحدي التعليم، فالتعليم جودته غير عالية، وفي حال كان الطالب أو الطالبة من المميزين، والذين ينتظرون استكمال طريقهم التعليمي، فإنهم يدركون أن سلك هذا الطريق، ليس بهذه السهولة، ومن الممكن ألا يتحقق حلمهم في التخصص في مجالات معينة، بسبب كلفة التعليم العالية، وأيضاً عدم توفر المنح التعليمية بالشكل الذي يفتح المجال لأعداد كبيرة من الطلبة.

جهود مضاعفة

أما الثلاثينية رهام مساعيد، وهي من سكان محافظة المفرق، أي أنها تستقر خارج المخيمات، تقول: «أمام الشباب مهمة صعبة جداً، كيف أنهم يحاولون إيجاد سبل للتطور، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأردني والسوري، على حد سواء، فكلانا نبحث عن تأمين لقمة العيش، وهذا البحث تشكل نتائجه الأساس لترتيب الحياة بمجملها». وتضيف: «الشباب السوري الذين يقطنون خارج المخيمات، تواجههم عقبة تأمين إيجار المنزل والفواتير، وهي التزامات لا يمكن الهروب منها».

وتختم قائلة إن معظم الشباب السوري في الأردن يعمل في قطاع الإنشاءات، وأيضاً الزراعة والمطاعم، والفرص في القطاعات الأخرى قليلة جداً، إلى حد أنها نادرة، ولا يمكن أن ينتظر الشاب فرصة العمل بكل سهولة.

إضاءة

يعيش في الأردن أكثر من 656 ألف لاجئ سوري مسجلين بمفوضية اللاجئين، من بين 747 ألفاً يعيشون في المملكة، بينما تقدّر الحكومة الأردنية عدد السوريين على أراضيها بـ1.3 مليون لاجئ، وبحسب تقرير لمعهد «أبحاث السلام في أوسلو»، فإن أكثر من نصف السوريين في الأردن يعيشون تحت خط الفقر، وذلك على الرغم من الإعانات النقدية، التي تقدمها الأمم المتحدة، ومنظمات أخرى للاجئين.

Email