رهانات «إخوان تونس» في مهب الريح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعيش «إخوان تونس» عزلة غير مسبوقة بعد أن عصفت بهم الإجراءات والتدابير الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو الماضي وسط دعم داخلي ودولي واسع لإجراءات الرئيس الرامية لاستقرار وأمن تونس.

وأكد رياض الشعيبي المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أنه لا توجد أية وساطات دولية لعقد لقاء بين الغنوشي والرئيس سعيد.

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة، فتحي العيادي إن «السؤال الحقيقي اليوم لا يتعلق فقط بالنهضة والمراجعات التي يجب أن تقوم بها والاعتراف بالأخطاء التي قامت بها».

وتشير أوساط تونسية إلى أن حركة النهضة تعيش على وقع صدمة لم تكن منتظرة بالنسبة لها، حيث تخلى عنها الجميع، وحتى من كانوا مقربين منها أو متحالفين معها اختاروا النأي بأنفسهم عن ارتدادات الصعقة التي تلقتها بحل الحكومة وتجميد البرلمان.

ووفق مراقبين محليين، فإن «إخوان تونس» فقدوا السلطة، ولكن الأخطر بالنسبة لهم، هو انهيار شعبيتهم بالكامل، وظهورهم في صورة الحزب المسؤول عن كل الأزمات التي عرفتها البلاد، وآخرها الأزمة الصحية التي تسببت في تسجيل أكثر من 21 ألف حالة وفاة بفيروس كورونا، وكذلك كحزب متورط في ممارسة الفساد والتستر عليه والتحالف مع باروناته.

وقال المحلل السياسي عبد الحميد بن مصباح لـ«البيان» إن حركة النهضة تواجه عزلة حقيقية أدت إلى فقدانها جزءاً مهماً من رصيدها الانتخابي، وإلى تعريتها من الغطاء الديني والأخلاقوي الذي كانت تتستر به، فقد سقطت جميع الشعارات البراقة، وظهرت كحركة متورطة انتهازية لا مبادئ تحكمها سوى طموحها للبقاء في الحكم.

وأوضح المحلل السياسي عمر الحاج على أن «إخوان تونس» حاولوا خلال الساعات الأولى بعد الإعلان عن الإجراءات الرئاسية إلى تحريك الشارع ضد سعيد لكنهم فشلوا، ثم انتقلوا إلى محاولة تحريض العواصم الغربية، ولكنهم فشلوا كذلك، ثم اتجهوا لاستجداء مواقف الأحزاب والمنظمات الوطنية دون أن يجدوا أي نتيجة تذكر، ولجؤوا بعد ذلك إلى الاعتراف بالأخطاء والدعوة للحوار مع الرئاسة، ولكنهم لم يحظوا بأي تفاعل، وهم اليوم يواجهون عزلتهم في صمت وفي انتظار لما ستؤول إليه الأوضاع لاحقاً.

Email