السودان يكتب فصلاً جديداً للسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل إقليم دارفور مرحلة جديدة من تاريخه بعد تنصيب المتمرد السابق مني أركو مناوي حاكماً للإقليم كواحدة من استحقاقات اتفاق جوبا لسلام السودان الموقع في أكتوبر الماضي، الذي يأمل السودانيون أن ينهي معاناة ملايين المدنيين في دارفور بعد سنوات من الصراع الدامي. وتسلم مناوي الذي يرأس حركة جيش تحرير السودان أمس وسط احتفالات شعبية ورسمية بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور مهامه رسمياً ودستورياً، ليتمتع الإقليم بأول حكم ذاتي منذ الاستقلال، وفقاً لما نصت عليه اتفاقية السلام.

وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال مخاطبته حفل تنصيب حاكم دارفور أنهم سيشرعون فوراً في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية كواحد من أهم ركائز إحلال السلام على الأرض، وأضاف: «من اليوم سنعمل على تكوين القوات المشتركة»، مؤكداً حرص قيادة السلطة الانتقالية على تحقيق السلام في كل ربوع البلاد، وصولاً إلى سودان آمن ومستقر.

وعود ومصالحات

وتعهد البرهان بحماية السلام والمحافظة عليه، ودعا كل المكونات السودانية للعمل المشترك من أجل بنائه. ووعد البرهان بدعم حاكم إقليم دارفور لتنفيذ مشروعاته وبرامجه لتحقيق غايات أهل دارفور، ورفع معاناة النازحين واللاجئين، لافتاً إلى أن الخراب والدمار الذي حدث في دارفور تأثر به كل السودان.

بدوره، أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن أولويات حكمه للإقليم تقوم على خلق أرضية تستوعب المشاريع التنموية والخدمية التي تجذب اللاجئين والنازحين المستثمرين، بجانب التواصل مع المجتمع الدولي والمانحين لدعم تلك المشاريع. وأعلن مناوي عن تدشين العديد من المشروعات التنموية في الإقليم خلال الفترة المقبلة، وقال: «سنعمل على تنفيذ مشروعات خدمات المياه والكهرباء بدارفور، وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية وفقاً لنصوص اتفاقية جوبا لسلام السودان، وفتح التجارة الحدودية مع دول الجوار وترقية وتطوير التعليم بدارفور».

ودعا مناوي أهالي دارفور لعقد المصالحات المجتمعية وترسيخ القيم الاجتماعية بين مكونات المجتمع السوداني لتحقيق التنمية والتطور في كل المجالات، ووعد بتجاوز التحديات التي تواجه البلاد بالإرادة والعزيمة.

Email