استعادة الأمل بعد دحر «الإخوان»

تطعيم أكثر من نصف مليون في يوم واحد بتونس

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال يوم واحد، نجحت تونس في تطعيم أكثر من نصف مليون من مواطنيها والمقيمين على أرضها باللقاحات المضادة لفيروس «كورونا»، أي بنسبة 4.4 بالمئة، وهي أعلى نسبة تم تسجيلها عالمياً، بما يشير إلى استعادة الدولة الوطنية أنفاسها بعد أيام من دحر جماعة الإخوان من مراكز القرار في البرلمان والحكومة.

كان مشهداً لافتاً، فقد تسابق آلاف المتطوعين من الكادر الطبي وناشطي المجتمع المدني لمساندة جهود الجيش والأمن وزارة الصحة في تنظيم اليوم الوطني الأول للتلقيح في مئات المراكز بمختلف مناطق البلاد، فيما تدافعت جموع التونسيين للحصول على الجرعة الأولى. ورغم حرارة الطقس وارتفاع مستويات الرطوبة، خرجت إلى العلن مشاهد الرقص والغناء والفرحة والسعادة، وكأن الجميع في مهرجان ثقافي أو تظاهرة فنية لا في حملة طبية جاءت للتخفيف من وطأة الكارثة الصحية التي أدت خلال الأشهر الماضية إلى تسجيل أكثر من 21 ألف وفاة ومئات آلاف الإصابات.

زيارة الرئيس

وقام الرئيس قيس سعيّد بزيارة أحد المراكز، حيث أكد أن تونس ستستعيد مكانتها ولن تكون لقمة سائغة، وستتخلص من كل الأدران، وسيبقى الشعب التونسي مرفوع الرأس أينما حل لا يقبل غير العز بديلاً. وشدد على ضرورة «العودة للحياة الطبيعية من أجل بناء تونس من جديد»، لافتاً إلى أن الحملة المكثفة للتلقيح ستتواصل وليست يوماً واحداً، معتبراً أن الأحد كان يوم الافتتاح وأن أياماً أخرى ستتلوه. 

وكانت مؤسسة الرئاسة دعت إلى عملية التطعيم الأكبر في البلاد تبعاً لتوفر 6 ملايين جرعة من اللقاحات، متأتية من هبات دول شقيقة وصديقة، وذلك ضمن مبادرة بالتنسيق بين وزارات الصحة والدفاع الوطني والداخلية والتربية، وبالتعاون مع هيئات أخرى، بما فيها مكونات المجتمع المدني ومتطوعون.

واعتبر المدير العام للصحة العسكرية، الفريق طبيب مصطفى الفرجاني أن تطعيم أكثر من نصف مليون شخص خلال اليوم الافتتاحي لعمليات التطعيم المكثف الأحد هو رقم تاريخي وقياسي مقارنة حتى بالنسب المسجلة بالدول المتقدمة. وأكد أن الهدف من هذه الحملة كان تطعيم أكبر عدد ممكن من المستهدفين، مشيراً إلى أنه سيتم الشروع بداية من هذا الأسبوع في دعوة المواطنين الذين يبلغون من العمر 30 سنة فما فوق المسجلين كما سيتم أيضاً توجيه الدعوة لهذه الفئة في الأيام المكثفة للتلقيح التي سيتم تنظيمها مستقبلاً.

تفنيد مزاعم

ويرى مراقبون أن الإقبال الشعبي الكبير على مراكز التطعيم فنّد ما كانت تروجه جماعة الإخوان من أن التونسيين عازفون عن التطعيم، وفي نفس الوقت أثبت أن الشعب عاد إليه الأمل، وتجاوز حالة الاكتئاب التي كان يعاني منها في ظل حركة النهضة وحلفائها، كما أن المجتمع التونسي أكد قدرته على استعادة وحدته، بعد سعي الإخوان إلى شق صفوفه.

وقال عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس «كورونا» د.أمان الله المسعدي، إنه بفضل تضافر جميع المتدخلين «استرجعنا تونس وسنتغلب على الوباء». وأضاف: «اليوم رأينا أن تونس بمؤسساتها ومجتمعها المدني ومواطنيها قادرة على المساهمة في إنقاذ تونس».

وأبرز المحلل السياسي أبوبكر الصغير لـ«البيان» أن الدولة الوطنية انتصرت لنفسها بإرادة أبنائها وتلاحم مؤسساتها المدنية والعسكرية وبتاريخها العريقة، وأثبتت أنها لا تزال قادرة على حماية نفسها رغم محاولات الإخوان اختراقها وتطويعها.

Email