الحريري يتهم «حزب الله» بوضع لبنان في مرمى حروب الآخرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل التصعيد العسكري، أمس، على الحدود اللبنانية، بعدما أعلنت ميليشيات حزب الله مسؤوليتها عن إطلاق عدد من الصواريخ باتجاه إسرائيل، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي. وحذر زعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري من خطورة الأوضاع على الحدود بعد تبادل للقصف بين حزب الله وإسرائيل، متهماً الحزب بوضع لبنان في مرمى حروب الآخرين.

وتابع الحريري أن الوضع على الحدود مع إسرائيل خطير للغاية وتهديد غير مسبوق للقرار 1701. من جهته، ذكر الجيش الإسرائيلي، أن حزب الله أطلق 19 قذيفة صاروخية، سقط 3 منها داخل لبنان، وتم اعتراض 10 قذائف، بينما سقطت 6 قذائف في مناطق مفتوحة. وقال إنه يدرس الرد على القصف، لكن لن يذهب إلى تصعيد.


رسالة تهدئة


بدورها، ذكرت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي أن إسرائيل وجهت رسالة تهدئة إلى لبنان، بعد التصعيد الأمني الذي شهدته المنطقة الحدودية بين البلدين. كما قالت القناة الإخبارية «إسرائيل 24»: «عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مع وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، ومسؤولين أمنيين آخرين، اجتماعا خلصوا فيه إلى أن إسرائيل ليس لديها نية للرد أكثر بعد ردها الأول الذي اشتمل على نيران مدفعية وطائرات مقاتلة».


وقال رئيس أركان الجيش خلال الاجتماع إن «إسرائيل ليس لديها مصلحة في تصعيد الصراع أو شن حرب، لكننا لن ندع المنطقة الحدودية تصبح جبهة نشطة» وأضاف: «كانت الهجمات الصاروخية محاولة من قبل حزب الله لإظهار سيطرته على جنوب لبنان».


بالموازاة، أصدر الجيش اللبناني بياناً أكد فيه إطلاق القوات الإسرائيلية لقذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية، مضيفاً «سقط منها 10 قذائف في خراج بلدة السدانة و30 قذيفة في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، ما أدى إلى اندلاع عدد من الحرائق، وذلك بعد أن أطلق عدد من الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مزارع شبعا». وأضاف البيان: «أوقفت وحدة من الجيش في بلدة شويّا أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ وضبطت الراجمة المستخدمة في العملية».


وتابع: «تقوم وحدات الجيش المنتشرة على الأرض بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، باتخاذ التدابير الأمنية اللاّزمة لإعادة الهدوء إلى المنطقة».


توجيهات رئاسية


ومن جانبه، أعطى الرئيس ميشال عون توجيهاته للاهتمام بالسكان الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم في القرى والبلدات التي تعرضت للقصف الإسرائيلي تحسباً لأي تصعيد، وتوفير الحاجات الضرورية لهم.
وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، سلسلة اتصالات بهدف احتواء التصعيد في جنوب لبنان، وأكد على ضرورة عودة الهدوء، ووقف الخروقات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، داعياً الأمم المتحدة للضغط على إسرائيل وإلزامها باحترام القرار 1701.


ومن بوابة منصة الصواريخ التي تمّ العثور عليها في منطقة «شويّا» - حاصبيا الجنوبيّة، أمس، أشارت المعلومات التي توافرت لـ«البيان» إلى أن الموضوع أصبح في عهدة الجيش اللبناني، لتبيان من أطلق هذه الصواريخ، وبأي هدف، وبغض النظر عن البيانات التي صدرت في هذا الشأن، مرفقة بالإشارة إلى أن هناك إجماعاً على أن لا مصلحة لأحد اليوم بتفجير الأجواء جنوباً، خاصة وأن الجو على صعيد المنطقة ككل ليس جواً تصعيدياً.

أما بالنسبة لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان «يونيفيل»، أفاد بيان صادر عنها أن رئيس بعثتها وقائدها العام الجنرال ستيفانو دل كول، والذي كان ترأس اجتماعاً ثلاثياً مع ضباط القوات المسلحة اللبنانية الكبار والجيش الإسرائيلي، في موقع لـ«اليونيفيل» في رأس الناقورة أول من أمس، دعا إلى استخدام هذا المنتدى الثلاثي على أكمل وجه، لـ«استكشاف سبل تعزيز الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق».


وفي السياق، أشارت بعض القراءات إلى أن مشهد التطورات العسكرية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية يخفي الكثير من التطوّرات الخطيرة.


دعوات لليقظة


وضجت المواقف الداخلية بالدعوات إلى اليقظة والاقتناع بضرورة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، لأن اللحظة ليست لمصلحة لبنان. ومن هنا، ارتفع منسوب التحذير من انجرار «حزب الله»، وذلك من بوابة الخشية المبررة والمباغتة التي أثارتها المواجهة الحدودية المريبة في الجنوب، خلال الساعات المقبلة، وشكلت مؤشراً خطيراً لجهة خرق قواعد الاشتباك السائدة منذ نهاية حرب يوليو 2006.


وفي شأن ملف التشكيل الحكومي في لبنان، قال رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، بعد لقائه الرئيس ميشال عون، أمس، إن الأمور بخصوص تشكيل الحكومة بخواتيمها. وقال ميقاتي، في تصريح مقتضب من القصر الرئاسي عقب اللقاء، «إذا اتخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب بين الطوائف، فإن عدم المداورة سيشمل أغلب الحقائب».


 وكشف أنه لم يتم تحديد موعد الزيارة اللاحقة، إلا أنه أشار إلى اتصالات ستجري في الأيام المقبلة وعلى أساسها سيزور القصر من جديد.

Email