4 أغسطس 2020.. حينما أدمت فاجعة بيروت قلوب اللبنانيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في 4 أغسطس 2020، شهد مرفأ بيروت انفجاراً هائلاً، اهتز معه كلّ لبنان، أرضاً وبشراً وحجراً، مخلّفاً وراءه مرفأ بلا معالم، وعاصمة مفجوعة غارقة في الدماء، ومشاهدات أبكت العيون، وأدمت القلوب، يومها، لبست بيروت، كما كلّ لبنان، ثياب الحِداد، وبدت وكأنّها تمشي بجنازة الشبّان والأطفال والشيوخ والنسوة، الذين قضوا، والشوارع والمنازل التي أصابها الدمار، إذْ لم يخلُ منزل من منازلها أو حيّ من أحيائها من إصابة بعزيز أو أشياء محسوسة، وذلك بفعل أحد أكبر الانفجارات الكيماويّة في العالم، ويومها أيضاً، أصيب اللبنانيّون بهلع لم يعهدوه حتى في أيام الحرب المشؤومة، ولسان حالهم قال إنّ 4 أغسطس 2020 هو الأكثر شؤماً في تاريخ لبنان.

وبعد مرور عام على العصْف، وعلى الجريمة التي حصلت، وأودت بحياة 218 شخصاً وأكثر من 6500 جريح وتشريد عشرات الألوف من منازلهم ومؤسّساتهم، وإحداث دمار هائل في بيروت، لم يتغيّر المشهد كثيراً: «الردْم على حاله في المرفأ كما في الأحياء الموازية له، قسم كبير من السكان لا يزال مُهجّراً بغياب أيّ خطة إعادة إعمار من الدولة، فيما التحقيق بهذه الجريمة لم يصل إلى أيّ خيْط بعد».

وهكذا، استعاد تاريخ 4 أغسطس 2020، اليوم الأربعاء، ومضاته ولحظة ارتفعت فيها المدينة إلى السماء لترسم على زرقائها ما عُرِف بـ«بيروتشيما» (نسبة إلى «هيروشيما»)، فكانت المناسبة بعيدة كلّ البعد عن إحياء ذكرى عام على الرحيل، وقريبة كلّ القرْب عن تذكير المنظومة الحاكمة بـ«إجرامها»، وبإصرارها على الاحتفاظ بالحقيقة من دون أن تأذن في الاستماع إلى أيّ مسؤول عاصر التفجير وأشرف عليه، ولعلّ أغرب ما تخلّل مشهد اليوم أنّ السلطات المتّهمة سألت مع أهالي الضحايا عن الحقيقة، وطالبت بالتحقيق، وذلك من خلال سيْل من البيانات السياسيّة والرئاسيّة الذي اندلع كونه حريقاً. 

وما بين المشهديْن، مرّ عام سقطت فيه كلّ دموع المقل، ولم تسقط حصانة سياسيّة واحدة من بوّابة الـ2700 طنّ من مادة «الأمونيوم»، التي انفجرت في مرفأ بيروت ذاك اليوم.

Email