تقارير « البيان»

حرب الميليشيات وسيلة «إخوان ليبيا» لتأجيل الانتخابات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن المواجهات الطاحنة التي شهدتها منطقة غرب طرابلس الليبية، الخميس الماضي، بين ميليشيا الإسناد الأولى بمدينة الزاوية، التي يقودها محمد بحرون، وميليشيا دعم الاستقرار بورشانه، بقيادة معمّر الضاوي، واستعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، معزولة عن الوضع العام في البلاد، واتجاه تيار الإسلام السياسي وحلفائه إلى الدفع نحو العودة إلى مربع العنف، بما يحول دون تنظيم الانتخابات المقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم.

في يوليو الماضي، سقط ما لا يقل عن 20 قتيلاً في معارك شهدتها مدينة العجيلات، ثم العاصمة طرابلس، وآخرها منطقة الماية وكوبري 27، وكان لافتاً أن جميع الميليشيات التي شاركت فيها، تتستر بغطاء الشرعية الحكومية، بعد أن ضمها المجلس الرئاسي السابق، برئاسة فائز السراج، إلى أجهزة، سواء عبر التبعية لوزارة الداخلية، أو لمكتبه الخاص.

وفيما يسارع وزير الداخلية الحالي، خالد مازن، في كل مناسبة، لفك الاشتباكات، وفتح تحقيقات في أسباب ودوافع اندلاعها، يشير المراقبون إلى أن صراعاً خفياً نشب بين أمراء الحرب على النفوذ وتقاسم المواقع، لا سيما في طرابلس والمدن الواقعة إلى الغرب منها، حيث تسعى جماعة الإخوان إلى تأجيجه وتحويله إلى اشتباكات مسلحة، الهدف منها إعادة العاصمة وضواحيها إلى أجواء الحرب، بهدف تعطيل خارطة الطريق السياسية، وقطع الطريق على الانتخابات، بدعوى عدم ضمان تنظيمها في ظل الانفلات الأمني.

جلسة عمل

وكان المجلس الرئاسي، برئاسة محمد المنفي، دعا السبت، رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، إلى جلسة عمل، قال بعدها عضو المجلس اللافي، إنه تمت خلالها مناقشة الأوضاع الأمنية في بعض المناطق التي شهدت بعض الخروقات الأمنية خلال المدة الماضية. وأكد عضو اللجنة العسكرية المشتركة، المدعي العام العسكري، اللواء فرج الصوصاع، أن الميليشيات هي السلاح الأخير لدى جماعة الإخوان الإرهابية، وأضاف أن «المجتمع الدولي أقر بضرورة تفكيك الميليشيات، ونحن اجتمعنا عبر الدائرة المغلقة مع الدول الراعية، والبعثة الأممية للدعم في ليبيا، وكانت مطالبنا هي خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات، وهذا المطلب تبناه مؤتمرا برلين الأول والثاني، ونحن نسعى الآن للقاء مع الدول الداعمة لاتفاق برلين الأول والثاني، لنطلب منهم أمام العالم، خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من بلادنا، وتفكيك الميليشيات التي تمثل العائق الأمني».

ويرى رئيس مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث، جمال شلوف، أن الميليشيات بدأت بالفعل في تنفيذ خطة إخوانية لعرقلة الانتخابات، عبر بث الفوضى، من خلال الاشتباكات، بعد أن تأكدت من إصرار الشعب الليبي، ومعه المجتمع الدولي، على تنظيمها في موعدها المحدد، لافتاً إلى أن «الإخوان» يطمحون إلى أن تتأجل الانتخابات، لكي يكونوا بعد ذلك قادرين على فرضها بسلاح الميليشيات.

Email