خطر يهدد الثروة الحيوانية في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد الأسواق المصرية أزمة تداول «أعلاف حيوانية مغشوشة»، وسط تحذيرات واسعة من أثر ذلك على الثروة الحيوانية بالبلاد، وعلى صحة الإنسان في آن واحد، ومع حملات رقابية متواصلة على الأسواق، تتمكن من ضبط أطنان من تلك الأعلاف يومياً.

وفي هذا الإطار، دقَّ نقيب الفلاحين في مصر، حسين عبد الرحمن، ناقوس الخطر بشأن ظاهرة «الأعلاف المغشوشة» بالأسواق المصرية، والتي قال إن من شأنها إلحاق أضرار واسعة بالثروة الحيوانية، وبالتبعية التأثير على صحة المستهلكين، وفي ظل جشع بعض التجار ممن يسعون إلى مضاعفة مكاسبهم من خلال خلط الأعلاف بمواد مختلفة، مستغلين ارتفاع أسعار الأعلاف وحاجة المربين إلى أعلاف بأسعار مخفضة.

وسلط نقيب الفلاحين الضوء، في بيان مطلع الأسبوع، على ما وصفه بـ «ظاهرة غش الأعلاف» التي يعاني منها المربون وتتسبب في أزمات وخسائر فادحة لهم وللثروة الحيوانية في مصر، فضلاً عن تهديدها صحة المستهلكين. وأفاد - بحسب البيان الذي حصلت «البيان» على نسخة منه - بأنه يتم غش الأعلاف في مصانع غير مرخصة، من خلال خلط الأعلاف ببعض المواد مثل الحجر الجيري أو نشارة الخشب أو قشور بعض المزروعات وحتى الرمل والشوائب المعدنية.

ويحذّر نقيب الفلاحين في مصر، من أن تلك المنتجات في بعض الأحيان تتم تعبئتها في شكائر تحمل أسماء مصانع معروفة. ودعا نقيب الفلاحين إلى ضرورة زيادة حملات التفتيش على محال بيع الأعلاف والحصول على عينات باستمرار من هذه المنتجات لفحصها والتأكد من مطابقتها للمواصفات. وتتواصل جهود الأجهزة الرقابية والأمنية المعنيّة من أجل ضبط المصانع غير المرخصة، وأطنان السلع المغشوشة، من بينها الأعلاف الحيوانية، وقد أسفرت جهود وزارة الداخلية المصرية في العام 2020 عن ضبط 32060 طن سلع مغشوشة، وذلك ضمن جهود ضبط الجرائم التموينية.

وتشهد أسعار الأعلاف في مصر ارتفاعاً متواصلاً، لجهة ارتفاع أسعارها عالمياً. وهو الأمر الذي تستغله مصانع يطلق عليها «مصانع بئر السلم» من أجل إنتاج أعلاف مخلوطة و«مغشوشة» بأسعار أقل لجذب المربين لشرائها عوضاً عن الأعلاف السليمة.

أستاذ الرقابة الصحية على الأغذية وتغذية الحيوان، الدكتور فهيم شلتوت، يشير إلى جهود ودور الجهات الرقابية ومسؤوليتها في الرقابة على مصانع إنتاج الأعلاف، وضبط المصانع غير المرخصة، موضحاً أن وجود أعلاف مغشوشة يتسبب في «بلبلة وأزمة» بالسوق.

ويلفت في تصريحات خاصة لـ «البيان» إلى أن «غش الأعلاف لا يتوقف تأثيره عند حد الإضرار بالحيوان وحده، بل يضر الإنسان (المستهلك) أيضاً»، متحدثاً عن أمراض تنتقل من الحيوان للإنسان، وكذا الأمراض التي قد تحدث عند تناول اللحوم أو المنتجات الحيوانية من الحيوانات التي لم تتلق غذاءً صحياً، تصل حد خطر الإصابة بأنواع من السرطانات ومشكلات بالكلى.

ويشير إلى أن الأعلاف هي غذاء الحيوان، الذي يساعده على النمو والتحول الغذائي لإنتاج اللحوم أو البيض أو اللبن والتكاثر «وفي حالة كانت الأعلاف مغشوشة، فإن ذلك يؤثر بشكل أساسي على الإنتاج، وعلى صحة الحيوان نفسه». ويشرح شلتوت موضحاً أن إنتاج الأعلاف يتم وفق ضوابط واشتراطات معينة في المصانع، ويتعين مطابقة مواصفات أي منتج بالمواصفات القياسية، وضمان خلوه من الشوائب أو أي نسب مضافة من شأنها الإضرار بصحة الحيوان.

وتسفر جهود الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة بالتنسيق مع إدارات وأقسام شرطة التموين وفروعها الجغرافية بمديريات الأمن وقطاع الأمن العام، وضمن الحملات التموينية المكبرة لضبط جرائم الغش التجاري، عن ضبط أطنان من الأعلاف حيوانية معبأة داخل شكائر من دون بيانات. وشهد شهر يوليو الجاري ضبطيات بارزة عدة، من بينها إحباط شرطة البيئة والمسطحات ترويج 833 طناً من الأعلاف الحيوانية مجهولة المصدر، في محافظة البحيرة (شمال مصر).

Email