الصومال.. تصاعد لافت لوتيرة الهجمات الإرهابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشهد الصومال تصاعداً لافتاً بوتيرة الهجمات الإرهابية، مع نشاط حركة الشباب الصومالية، والتي شنت عشرات الهجمات المسلحة خلال النصف الأول من العام الجاري، أسفرت عن عشرات القتلى شهرياً، كما نفذت سلسلة من الإعدامات، فضلاً عن مساعي «السيطرة المكانية» على عدة بلدات، وذلك في ظل الأوضاع السياسية التي يعيشها البلد. وتصدر الصومال قائمة دول شرق أفريقيا الأكثر تضرراً من العمليات الإرهابية خلال النصف الأول من العام الجاري 2021، تضمنت تلك الهجمات عمليات انتحارية.

واستهدفت تلك الهجمات مسؤولين ومدنيين على حد سواء، كما سقط فيها عدد من الجنود الصوماليين.وتكشف إحصاءات المراصد المعنيّة بمتابعة تصاعد وتيرة الإرهاب ونشاطات التنظيمات المتطرفة في قارة أفريقيا، عن تصاعد لافت سواء في عدد الضحايا شهرياً وكذا في عدد العمليات المسجلة.

في شهر يناير الماضي، جاء الصومال على رأس الدول المتضررة من الهجمات الإرهابية، لجهة عدد الهجمات خلال الشهر، وذلك بعد أن سجل 12 هجوماً إرهابياً، طبقاً لتقرير عدسة الإرهاب في أفريقيا، الصادر عن مؤسسة ماعت بالعاصمة المصرية.

 

اغتيالات

من بين أبرز الهجمات التي وقعت في شهر مارس، مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص وإصابة آخرين من قوات الأمن الصومالية مع اقتحام عناصر حركة الشباب لأحد السجون شمال البلاد. وفي اليوم نفسه (الخامس من مارس) قتل على الأقل 20 شخصاً في انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مطعم شعبي في العاصمة.

وفي 10 مارس سجل الصومال محاولة اغتيال مسؤول محلي في تفجير شهدته إحدى ضواحي العاصمة أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين. وفي 24 مارس اغتالت مجموعة مسلحة ثلاثة من عناصر الشرطة الصومالية في مديرية ورتا- نبدا بالعاصمة. وفي 25 مارس استهدفت العناصر الإرهابية بقذائف الهاون مناطق قريبة من مطار آدم عدي الدولي بالعاصمة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين.

وتواصلت الهجمات المسلحة في شهر أبريل (بلغ عددها 17 عملية إرهابية على يد حركة الشباب، بحسب إحصاءات مرصد الأزهر لمكافحة التطرف).

جهود

وعلى رغم الجهود المتضافرة لحماية أمن واستقرار الصومال، سواء من خلال الجهود الوطنية والدولية، وتوجيه ضربات على معاقل التنظيمات المتطرفة في البلد، ما انفك عناصر حركة الشباب يسعون لإعادة التمحور، وقد شهد شهر مايو من العام الجاري تواصلاً للهجمات المسلحة، من بينها الانفجار القوي في إحدى ضواحي العاصمة في 5 مايو والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.

وفي شهر يونيو الماضي، جاء الصومال في المرتبة الأولى بحجم الضحايا الذين سقطوا جراء الهجمات الإرهابية خلال الشهر، وذلك بواقع 66 قتيلاً، طبقاً لتقرير عدسة الإرهاب في أفريقيا الصادر مؤخراً بالقاهرة.

 

 

الإرهاب في الصومال

خبير الأمن القومي المتخصص في الشؤون الأفريقية، اللواء محمد عبد الواحد، قال في تصريحات خاصة لـ «البيان» من القاهرة، إن «الملاحظ أن ظهور الإرهاب في أفريقيا بدأ بشكل كبير في فترة تسعينات القرن الماضي، لا سيما الإرهاب بشكله الحالي، وقد بدأ في الصومال من خلال إنشاء الاتحاد الإسلامي (جماعة مسلحة تأسست في الصومال في العام 1984)، وقد خرجت منه بعد ذلك حركة الشباب الصومالية شديدة الخطورة، والتي تنتمي إلى تنظيم القاعدة.

ولفت إلى أن الإرهاب نشأ نتيجة تعقد في البيئة الداخلية.. وقد شهد الصومال حرباً أهلية منذ بداية التسعينات، وبالتالي كان هناك غياب للسلطة المركزية وللدولة، ودخل الصومال في مرحلة الدولة الفاشلة ولم تكن هناك سيطرة.. ومن ثمّ أخذ المنحنى العام يتصاعد؛ ذلك أن هذا الجو العام يمثل حاضنة طبيعية لانتشار الجماعات المتشددة المتطرفة في ظل غياب القانون وغياب ردع هذه الجماعات.

وأوضح خبير الأمن القومي المتخصص في الشؤون الأفريقية، أن عدداً من المنتمين لحركة الشباب خرجوا في 2015 و2016 وأعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن»الحركة استطاعت أن تعطي رسالة لقوات مكافحة الإرهاب الموجودة في المنطقة بأنها تستطيع تنفيذ عمليات خارج الصومال، وبالتالي تم تنفيذ عمليات في دول الجوار، مثل كينيا وجيبوتي وحتى في أوغندا، ليؤكد أن له أذرع طويلة في هذه البلدان.

وأشار إلى أن الحركة «استطاعت الوصول إلى العاصمة الصومالية مقديشو، وتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية داخلها؛ لإحراج الحكومة، وكذلك كسب تأييد وتعاطف الجماعات المتشددة أو الخلايا النائمة التي تتبنى فكر الحركة من الصوماليين المتواجدين في الخارج».

Email