فيضانات اليمن.. 24 وفاة في يوم واحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقي ما لا يقل عن 14 شخصاً حتفهم جراء فيضانات في اليمن خلال يوم واحد، وفق مسؤولين أمنيين، حيث ضربت عواصف مطيرة غير موسمية أجزاء من البلاد خلال الأسبوع الماضي.

كما شهدت خمس محافظات يمنية، وهي: المهرة، وحضرموت، وشبوة، وأبين، والجوف، جنوب وشرقي البلاد، حوادث بسبب الفيضانات. ففي شبوة، قال مسؤولون محليون إن أباً وابنته يعتقد أنهما غرقا بعد أن جرفت المياه المتدفقة بسرعة سيارتهما بعيداً. وانتشل رجال البحث والإنقاذ جثة الأب فقط، وفق «أسوشيتد برس». 


يشار إلى أن العواصف ليست موسمية في جنوب وشرق البلاد، والذي عادة ما يكون جافاً في هذا الوقت من العام.


وتشهد المرتفعات الشمالية الغربية للبلاد أمطاراً موسمية في أواخر الربيع وحتى أوائل الخريف. كما دمرت العواصف المحاصيل والطرق والبنية التحتية للاتصالات. وحذرت هيئة الأرصاد الجوية في البلاد في وقت متأخر الأربعاء الماضي من أن بقية البلاد يجب أن تكون مستعدة لمزيد من الأمطار.


بهجة مسلوبة


وفي وصفه لأجواء عيد الأضحى، يقول عماد محمد، أحد سكان صنعاء، حيث سلبت ميليشيا الحوثي من الناس البهجة بهذه المناسبة «لم يعد بمقدورنا توفير متطلبات الحياة اليومية، فكيف بمتطلبات العيد»، ويضيف: «غالبية الأسر احتفظت بملابس أطفالها التي اشترتها في عيد الفطر الماضي كي يلبسوها في هذا العيد، واستغنت عن شراء أضحية لأن قيمتها تعادل راتب شهرين من راتب الموظف الحكومي الذي يحصل عليه ضمن عدد محدود من الموظفين الذين يعلمون في جهات إيرادية ولم تقطع الميليشيا رواتبهم كما عملت مع غالبية الموظفين».


وفي مدينة كانت تضج بالحفلات والعروض قبل سيطرة الميليشيا تغيب اليوم الكثير من مظاهر البهجة بعيد الأضحى في صنعاء، فكثير من الأسر عاجزة عن توفير متطلباتها اليومية، الأطفال حرموا من الفرحة بملابس العيد الجديدة، والعيدية أيضاً حرم الكثير منها وأن حاول البعض توفير مبالغ بسيطة لرسم فرحة على وجوه أبنائهم.


وتقول منى وهي معلمة تسلمت قبل أيام نصف راتب عن شهر أبريل لعام 2018: «عن أي عيد نتحدث، كل مظاهر الاحتفاء غابت، الناس تبحث عن لقمة العيش ولا تجدها رواتبنا متوقفة منذ أربع سنوات ونصف الراتب الذي تم صرفه ومقداره 40 دولاراً، لا يكفي لشيء وغالبية الأسر تعيش على المساعدات، تجد الحوثيين مشغولين بمنع الغناء ومراقبة لبس النساء، ومحلات بيع الملابس».

أما عبد الله أحمد عبد الرحمن المقيم في محافظة أب وسط اليمن فيقول: «في الأعياد كانت الطرقات تزدحم بالمسافرين الراغبين بقضاء اجازة العيد مع أقاربهم في الأرياف لكن هذه المرة لا شيء من ذلك، منهم في القرى يشكون الفقر وحتى الاحتفاء البسيط الذي كان يقام فيها توقف».


ومع أن 80 ‎‎% من السكان في مناطق سيطرة الميليشيا يعيشون على المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية، إلا أن الميليشيا مستمرة في فرض الجبايات المتعددة والمتنوعة.


ارتفاع جنوني


وسجلت أسعار الماشية ارتفاعاً جنونياً العام الجاري بلغ سعر الخروف الواحد 180 ألف ريال وهو مبلغ يعادل راتبي لمدة شهر لموظف حكومي، كما ارتفعت أسعار اللحم من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف ريال، بالتزامن وتدهور قياسي في قيمة الريال اليمني مقابل الدولار، وسط تحذيرات من حدوث مجاعة وشيكة، حيث بلغ سعر الدولار الواحد نحو ألف ريال يمني وهو أعلى سعر صرف في تاريخ البلاد.

Email