تقارير « البيان»

خطاب الأسد.. الاقتصاد أولاً ولا مساس بالدستور

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالنظر إلى الساعة والنصف التي استغرقها خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، يمكن الاستخلاص أن المسار الجديد لسوريا ما بعد الحرب يقوم على إعادة بناء الاقتصاد بعد سنوات الحرب التي ضربت البنية الاقتصادية السورية، فيما هربت رؤوس الأموال السورية إلى الدول المجاورة.

للمرة الثانية يركز الأسد على هذه الأموال المهاجرة إلى خارج البلاد ومنها الأموال السورية في البنوك اللبنانية، التي لم يتم تحديدها بالضبط، إلا أنه على ما يبدو لها دور كبير في إعادة توازن الاقتصاد السوري إلى الحالة الطبيعية في ظل أزمات اجتماعية نتيجة تردي الوضع الاقتصادي.

حرب ضد الليرة

ومن جوانب الحرب الاقتصادية في سوريا، كما وصفها الرئيس الأسد، هي الحرب ضد الليرة السورية التي وصلت إلى مستويات حادة، إذ بات انهيار العملة السورية العنوان الرئيس للمرحلة الحالية، وقد اعتبر أن الدولة السورية نجحت في الحفاظ على مستوى الليرة السورية، حيث أسهب في هذا الحديث عن الليرة على اعتباره حديث الشارع السوري، فيما كانت الرؤية هي التوازن بين السيئ والجيد،

كان البعد الاقتصادي الأكثر حضوراً في خطاب الأسد وهي بالفعل حالة طبيعية لبلد يخرج للتو من الحرب الطويلة على مدار عشر سنوات، ولعل الوفد الصيني الرفيع الذي يزور دمشق بالتزامن مع مراسيم التنصيب يشير إلى إمكانية انتعاش اقتصادي مقبل إلى سوريا على المستوى المتوسط، خصوصاً في العاصمة دمشق التي تعبر العمق الجديد لسوريا بعد تدمير المدن الصناعية الكبرى خصوصاً في حلب.

توجه جديد

أراد الأسد في مناسبة التنصيب أن يرسم التوجه السوري الجديد بعد الحرب وتوصيف العلاقات الداخلية والخارجية لسوريا وما هي التصورات المقبلة، في ظل الحصار السياسي والاقتصادي لسوريا.

ومن وجهة نظره فإن المساس بالجيش السوري والدستور مسألة ثوابت وطنية، وأن النقاش حول الدستور أصبح من الماضي، وهو الأمر ذاته الذي أكدته مستشارة الرئيس للشؤون الإعلامية الدكتورة بثينة شعبان في لقاء على التلفزيون الرسمي، حيث اعتبرت أن الدستور مسألة خطيرة لجهة المساس بها أو تغييرها كما هو التوجه الدولي في مسار اللجنة الدستورية، وهي رسالة واضحة إلى أن دمشق ترفض أي عملية تغيير دستوري كما تريد المعارضة السورية.

وقد أقر الرئيس الأسد بالتحديات التي تواجه سوريا في المرحلة المقبلة، إلا أنه في الوقت ذاته عوّل على الشعب السوري في الخروج من هذه الأزمة التي باتت تواجه الدولة والمجتمع سوية، وهذا سيكون من خلال شعار المرحلة المقبلة الأمل بالعمل.

Email