تقارير « البيان»

تحضيرات العيد تجمّل قساوة اللجوء في مخيم الزعتري

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت العائلات اللاجئة في مخيم الزعتري، تستعد لاستقبال عيد الأضحى المبارك، ما بين شراء الملابس للأطفال، وتزيين الكرفانات، وغيرها من معالم العيد، فالعيد فرحة وبهجة، ينتظرها الصغار والكبار في آن واحد، ورغم الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها العائلات، إلا أن هنالك إجماعاً لديهم بأن العيد مناسبة يجب الاحتفال بها.

أهالي المخيم، الذين تضرروا من جائحة «كورونا»، كغيرهم من العائلات، يحاولون الآن تنفس الصعداء، بعد فتح المجال لهم للعمل خارج المخيم، وعودة فتح قطاعات مختلفة، زادت من فرص العمل، وتحريك الوضع الاقتصادي الذي تراجع بشكل ملحوظ.

فأجواء المخيم تغيرت منذ الأول من شهر ذي الحجة، حيث الصيام والتكبيرات المستمرة، ومتابعة شعائر الحج، علاوة على توجه الأمهات مع الأطفال إلى الأسواق لاختيار ملابس العيد.

تقول أم لؤي الحريري، وهي أم لأربعة أطفال، وهي المعيلة لأسرتها، إن الأهل لا يستطيعون كسر قلوب الأطفال، لهذا تتجه معظم العائلات لشراء ملابس للأطفال، والحلويات لتقديمها للزائرين، فالأسواق مزدحمة بشكل ملحوظ، وخاصة في الفترة المسائية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهنالك عائلات قادرة على شراء الأضحية، وتوزيعها على العائلات المحتاجة، وعائلات أخرى ليس بمقدورها ذلك.

تضيف: إنني كأم، أحرص كل الحرص أن أخبر أطفالي عن أهمية هذا العيد، وأن أشتري لهم ما هو ممكن، فإجازتي يومان، ومن ثم سأعود إلى مزارع البندورة، لمعاودة العمل من جديد، فالفترة التي أقضيها بالعيد مع أطفالي محدودة، ولهذا أكثف برنامجي معهم، ومن الممكن أيضاً أن نتواصل مع أهالينا في سوريا، للاطمئنان عليهم، وأيضاً نستقبل عدداً من الأهالي والأصدقاء في المخيم.

وتبين أم لؤي أن لغاية هذه اللحظة، ما زال الناس متنبهين إلى موضوع الـ «كورونا»، لهذا ستكون على الأغلب الزيارات قليلة، ولكن المكالمات الهاتفية كثيرة، فالفكرة الأساسية هي التواصل المستمر، لزيادة الترابط العائلي، مع الحرص على ارتداء الكمامة، وغيرها من الإجراءات.

الاشتياق لسوريا

أما علي الخالدي، وهو أب لثلاثة أطفال، يشير إلى أن عيد الأضحى، سيكون أفضل على العائلات من عيد الفطر، فإمكانات العائلات المادية تحسنت نوعاً ما، بسبب فتح المجال للعمل لحاملي تصاريح العمل، وهذا سيمنح العائلات الفرصة لتعويض الأطفال. ويشتاق الخالدي للعيد في سوريا، فالفرق كبير بين أجواء العيد بين المكانين، ففي سوريا، كنا نشهد لمة العائلة والأقارب والأصدقاء، أما هنا، للأسف، فإن الأقارب متوزعين في أماكن متباعدة، ومع ذلك، نسعى دوماً إلى المحافظة على هذه العلاقة المهمة، من خلال التواصل عبر المواقع الاجتماعية.

Email