أزمة العالقين والمغتربين الجزائريين ماذا بعد 16 شهراً؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسجل الجزائر خلال هذه الفترة، أرقاماً قياسية في إصابات «كورونا» (كوفيد 19)، كما لم تسلم البلاد من متحورات هذا الفيروس التاجي، رغم غلق الحدود التام المفروض منذ 17 مارس 2020، والذي خلق أزمة كبيرة بالنسبة للعالقين والمغتربين خارج ديار الوطن، وما تبعه من فتح جزئي للحدود منذ 1 يونيو الماضي، والذي اقتصر فقط على الرحلات الجوية مع دول معينة، فيما تبقى الأزمة تراوح مكانها، وتتفاقم يوماً بعد يوم، بعد 16 شهراً.

قصص إنسانية مروعة، لا تزال ترافق المغتربين والعالقين إلى يومنا هذا، فمن حرمان من حضور جنائز الأقارب، من آباء وأبناء، إلى حرمان مرافقة جثامين الزوج أو الزوجة إلى الوصول إلى أرض مطار الجزائر، وحرمان من حضور جنازة فلذات الأكباد، إلى صور عالقين عبر مطارات العالم، كلها مآسٍ يعيشها المغتربون إلى هذه اللحظة.

ويتساءل العالقون والمغتربون عن مكاسب هذا الإغلاق، حيث تظهر الإحصاءات الرسمية المقدمة، تصاعد المنحنى الوبائي في البلاد، مرفقاً بتحورات الفيروس التاجي من «دلتا»، والسلالة البريطانية والنيجرية، وغيرها، حتى باتت الجزائر تسجل حالياً أرقاماً قياسية من حيث الإصابات والوفيات.

وأعلنت وزارة الصحة الجزائرية، اليوم السبت، تسجيل 1107 إصابات جديدة بالفيروس، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، و1197 إصابة أول من أمس.

وحسب الناطق الرسمي للجنة متابعة تفشي فيروس «كورونا» بالبلاد، الدكتور جمال فورار، فقد ارتفع إجمالي الإصابات بالفيروس التاجي في الجزائر إلى 152210. فيما ارتفع ضحايا الفيروس بالبلاد إلى 3922، بعد تسجيل 12 وفاة خلال 24 ساعة الأخيرة.

وارتفعت أصوات فتح الحدود عالياً، مع نداءات الجزائريين المغتربين المنتشرين في كل قارات العالم، خاصة بعدما تبين أنهم بعيداً كل البعد عن ارتفاع منحى «كورونا» الوبائي في الجزائر، وتوجت الجهود بإعلان السلطات، وفق ما نقلت تقارير إعلامية جزائرية، اليوم السبت، عن إجراءات جديدة في إطار الفتح الجزئي للحدود الجوية، إذ استثنت ثلاث حالات، سيتم إعفاؤهم من الحجر الصحي الإجباري للمسافرين، تبعاً لتوجيهات الرئيس عبد المجيد تبون.

وحسب التقارير ذاتها، فإن الحالات الثلاث المستثناة من الحجر الصحي الإجباري، للقادمين إلى الجزائر، تتعلق بكل من الأشخاص الذين يرافقون جثماناً موجهاً للدفن، بالإضافة إلى إعفاء الأشخاص الذين أجريت لهم عملية جراحية، أو المصابين بمرض مزمن، وإعفاء الأشخاص المسنين الذين تفوق أعمارهم 80 عاماً، ويجب على الحالات المعفاة ملزمة بإظهار شهادة تثبت التلقيح بالنسبة للمقيمين في الخارج.

هذا، ولا يزال هذا الملف مهمشاً، رغم أن الرئيس تبون نفسه أقر في تصريحات سابقة، بأن «البعد عن الوطن صعب»، وبعد 16 شهراً من البعد والحرمان، هل مطلوب من المغتربين مزيداً من الصبر، وإن كان مطلوباً منهم ذلك، فهل لهذا الصبر حدود، أم صبر مفتوح على مصراعيه.

Email