ما هي رسائل الكاظمي بعد زيارته ناشطاً تعرض للتعذيب؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في لفتة تشير لاهتمامه بقضية الناشطين المختطفين، فقد زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الناشط علي المكدام بمستشفاه في بغداد إثر إطلاقه بعد تعرضه لتعذيب شديد، مؤكداً له العمل على اعتقال خاطفيه. ويؤكد محللون أن زيارة الكاظمي وإن كانت تحمل طابعاً إنسانياً إلا أتها تحمل رسالة للميليشيات بأنه سيرد على بطشهم حينما أكد ضرورة اعتقال الخاطفين الذين أكدت مصادر أنهم ينتمون إلى ميليشيات موالية لطهران.

وقام الكاظمي بزيارة ليلية مفاجئة مساء السبت إلى مستشفى اليرموك في بغداد الذي يرقد فيه المكدام، وذلك بعد ساعة من تحريره من خاطفيه بعملية أمنية، وقبّل رأس الناشط، مؤكداً له بذل كل جهوده للقبض على خاطفيه «بعد أن حررته القوات الأمنية من خاطفيه».

وفي إطار المساعي الرامية إلى ملاحقة قتلة الناشطين في العراق، جدد الكاظمي، عزم حكومته على مواصلة التحقيق والقبض على كل من تورط في الاعتداء على المتظاهرين، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية والقضائية جادة بالعمل للوصول إلى قتلة الناشطين، مشيراً إلى أنها تمكنت في وقت سابق من إلقاء القبض على قتلة الصحافي أحمد عبد الصمد و«فرق الموت» في البصرة وعدد من قتلة المتظاهرين، ما يؤكد أن الكاظمي عازم على محاسبة المجرمين الموالين لطهران، والقضاء على إرهابهم تجاه المدنيين العزل.

وكان الكاظمي قد تعهد في وقت سابق بأنه لن يتساهل مع أي عنصر أمني أو مسلح استخدم الرصاص ضد المتظاهرين، مشدداً على ضرورة حماية المحتجين السلميين وتحقيق العدالة لأسر القتلى الذين سقطوا خلال التظاهرات.

وقد أفرج عن الناشط المدني الذي عمل مسعفاً في تظاهرات الاحتجاج التي اندلعت في الأول من أكتوبر عام 2019 علي المكدام وهو بحالة صحية سيئة بعد تعرضه للتعذيب، وذلك بعد اختفائه الجمعة وفقد الاتصال به هاتفياً.

وجاء اختطاف الناشط بعد تلقيه تهديدات من جهة غير معلومة يعتقد أنها إحدى الميليشيات العراقية الموالية لإيران التي دأبت على التصدي للحراك الشعبي واغتيال واختطاف الشباب الناشطين فيه، والذين يرفعون شعار «نريد وطن» محتجين على فساد الطبقة السياسية والهيمنة الإيرانية على شؤون العراق.

وعرف المكدام بدعواته وكتاباته على شبكات التواصل الاجتماعي إلى التحرك ضد الميليشيات وضد السياسيين «الذين يفلتون من العقاب».

يشار إلى أن مكتب حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) قد سجل اختفاء 123 ناشطاً في الفترة ما بين الأول من أكتوبر 2019 و21 مارس الماضي.

وقال في تقرير له في في مايو الماضي إنه تم العثور على 98 شخصاً من المختطفين، بينما لا يزال 25 في عداد المفقودين.

Email