وضع صحي كارثي في تونس: سعيد يقود حملة للحصول على مساعدات دولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مدن مغلقة، وقرى معزولة، ومستشفيات فقدت القدرة على استيعاب المصابين، ورائحة الموت تحاصر الجميع، ودوريات الجيش والأمن في كل مكان لفرض قرار منع التنقل بين الولايات، وحركة العربات ممنوعة في إقليم العاصمة منذ فجر السبت، فيما رجح والي تونس الشاذلي بو علاق أن يستمر العمل بالغلق التام يوليو الجاري،

تبدو الأوضاع كارثية بسبب الانتشار الواسع لفيروس كورونا في تونس التي تتزامن فيها الأزمة الصحية بأزمة مالية واقتصادية طاحنة، وبوضع سياسي متدهور، ما جعل الرئيس قيس سعيد يكثف من اتصالاته الخارجية بهدف الحصول على مساعدات لإغاثة بلاده.

وقالت مؤسسة الرئاسة شعوراً منه بالمسؤولية التاريخية التي يتحمّلها ولا سيّما في هذا الظرف الوبائي الدقيق الذي تمرّ به بلادنا، يواصل رئيس الجمهورية قيس سعيّد بذل الجهود المكثّفة من أجل توفير كلّ المتطلّبات الضرورية للسيطرة على الوضع الوبائي الصعب بتونس، وتجسيداً للتحركات العديدة التي يبذلها رئيس الدولة في هذا الشأن، ستصل إلى بلادنا، في أسرع الآجال، دفعة جديدة من اللقاحات واللوازم والتجهيزات الطبية، علاوة على مبادرة عدّة دول شقيقة وصديقة، بصفة تلقائية، بتوفير أشكال مختلفة من الدعم لشدّ أزر الشعب التونسي.

دعم عسكري

ووفق الرئاسة «ستتولّى القوات المسلّحة، بالتنسيق مع الإطار الطبي وشبه الطبي المدني، مسح كامل تراب الجمهورية لتلقيح المواطنين، فضلاً عن تركيز مستشفيات ميدانية متنقلة في الجهات بحسب تطوّر مؤشرات الحالة الوبائية».

وكان الرئيس سعيد قرر تكثيف العمل الدبلوماسي للتسريع في عملية جلب التلاقيح ضد كوفيد 19، وتقسيم البلاد إلى أقاليم بحيث يضم كل إقليم ولايتين أو أكثر على حسب حدوث حالات العدوى لكل 100 ألف ساكن خلال 14 يوماً الفارطة، وإحداث فرق عمل متكونة من القوات المسلحة العسكرية والأمنية والإطارات الصحية تكون تحت قيادة موحدة بإشراف المدير العام للصحة العسكرية للتكثيف من عمليات التلقيح حسب توصيات اللجنة العلمية للتلاقيح، والشروع في تركيز فرق عمل ميدانية في الأقاليم ذات الأولوية من ناحية انتشار العدوى لتتولى عمليات التلقيح.

 موجة وبائية

وقالت وزارة الصحة التونسية «تشهد بلادنا موجة وبائية غير مسبوقة تتميّز بانتشار واسع للسلالات المتحورة ألفا ودلتا في جلّ ولايات الجمهوريّة وارتفاع نسق الإصابات وعدد الحالات المتكفل بها في المستشفيات وأيضاً ارتفاع مؤسف في عدد الوفيات». وأضافت «تخوض بلادنا حرباً حقيقيّة ضد الوباء، ما يفرض علينا جميعاً رصّ الصفوف وتغليب المصلحة الوطنيّة والوقوف إلى جانب فرقنا الصحية» وتابعت «إنّ ما راكمته فرقنا الصحية في كل الخطوط من خبرات وما تمّ توفيره من إمكانات إنعاش وأكسجين وما تم تركيزه وبرمجته من مستشفيات ميدانية، سمح للمنظومة الصحية بمواجهة التحديات الوبائية وبمواصلة التكفل بالمرضى رغم ما تعانيه البنية التحتية من نقائص دامت عقوداً».

تدهور الوضع الصحي

وحاولت وزارة الصحة طمأنة التونسيين بالتأكيد أن المنظومة الصحية لم تبلغ مرحلة الانهيار، في رد على ما سبق أن أكدته المتحدثة الرسمية باسم اللجنة العلمية نصاف بن علية عن بلوغ الطاقة القصوى من استهلاك الأكسيجين بالمستشفيات وامتلاء نسبة أسرة الإنعاش وأسرة الأكسيجين بنسبة تفوق 100 في المئة ببعض الأقسام وعن إمكان تسجيل حالات وفيات أكثر من توقعات الوزارة بحلول شهر أغسطس المقبل، مشيرة إلى أن المنظومة الصحية انهارت لأن الأسرّة الموضوعة في المستشفيات على ذمة مرضى فيروس كورونا أصبحت جميعها ممتلئة، وللأسف فإن الكثير من المصابين يتوافدون على أقسام الاستعجال في حالة متقدمة من المرض، ولكن رغم طول انتظارهم يعجزون عن إيجاد أسرة للتعهد بهم، كما تم الوصول إلى حد الطاقة القصوى لاستهلاك الأكسيجين بالمستشفيات، إلى جانب ما يشهده العاملون في القطاع الصحي من حالة الإرهاق الشديد وسط هذا المنحى الوبائي غير المسبوق الذي تسبب في تسارع حالات الوفيات والإصابات والضغط على طاقة استيعاب المستشفيات، مضيفة إن القارب يغرق.

وأوضحت وزارة الصحة في بيان متعلق بالوضع الصحي بالبلاد أن العدد الإجمالي للوفيات ارتفع إلى 16050 حالة وفاة وبلغ عدد الإصابات المكتشفة 481735، منذ ظهور هذا الوباء في تونس بداية مارس الماضي.

وبلغت نسبة التحاليل الإيجابيّة اليومية، حسب بلاغ وزارة الصحة 34.85%. ويذكر أنه تم تسجيل أول حالة إصابة في تونس بفيروس كورونا يوم 2 مارس الماضي.

Email