سوريا.. ملف بارز ضمن أجندة العاهل الأردني في البيت الأبيض

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محللون أردنيون في أن الملف السوري سيكون من الأولويات التي سيناقشها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أثناء اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في اللقاء المقرر في 19 من شهر يوليو الجاري، باعتبار أن هذا الملف بارز على الأجندة التي يحملها ملك الأردن،وسيكون التركيز على مناقشة آلية إعادة سوريا إلى الحضن العربي وبالذات إلى الجامعة العربية، مع تناول ملف اللاجئين واثره على الأردن.

وسيتناول لقاء العاهل الأردني مع بايدن، وهو الأول لزعيم عربي مع الرئيس بايدن منذ انتخابه، العلاقات الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى آخر التطورات في المنطقة.

كما تشهد الزيارة اجتماعات لجلالته مع أركان الإدارة الأمريكية، وقيادات الكونغرس، ولجان الخدمات العسكرية، والعلاقات الخارجية، والمخصصات في مجلس الشيوخ، إضافة إلى لجنة الشؤون الخارجية، واللجنة الفرعية لمخصصات وزارة الخارجية والعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة في مجلس النواب، ومراكز البحوث الأمريكية.


عودة سوريا

عضو اللجنة النيابية الأردنية للشأن الخارجي، خالد البستنجي قال: «من المتوقع أن يكون هنالك طرح لقضايا المنطقة ومن بينها الملف السوري، وخاصة فيما يتعلق في التأكيد على أهمية الوصول إلى تفاهمات من شأنها تعزيز الحل السلمي، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية والبدء في عملية إعادة الإعمار، هذه الحلقات الثلاث مرتبطة مع بعضها البعض ولها ارتباط أيضا في قانون العقوبات، وأيضاً تسهيل عودة اللاجئين السوريين من الأردن إلى بلدهم سوريا وتعزيز التجارة بين الأردن وسوريا».


تماس مباشر

أشار أستاذ العلوم السياسية د. خالد شنيكات إلى أن اللقاء سيتضمن طرح ملفات عديدة من بينها ملف سوريا، فالأردن على تماس مباشر في الملف السوري بحكم الجوار الجغرافي حيث يصل طول الحدود إلى ٣٧٥ كم وهنالك ارتدادات لا يمكن إنكارها، ومن أهم المحاور التي سيسلط الضوء عليها انطلاقاً من رغبة الأردن في الوصول إلى حلول وتفاهمات، منها ما يتعلق بقانون القيصر فالعقوبات التي فرضت على سوريا أثرت على حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين الأردن وسوريا، ومن المحتمل أن يكون هنالك طلب استثناء من الولايات المتحدة لاستئناف التجارة بين البلدين، ومراعاة الخصوصية الأردنية، ومنها تسهيل استيراد وتصدير الأردن عبر ميناء طرطوس لقربه من مراكز الاستيراد العالمية، وتزداد أهمية ذلك بعد ارتفاع أجور الشحن، وقد تتعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع الأردن في تسهيل التبادل التجاري مع سوريا على غرار ما حدث بين الأردن والعراق،كون الأردن حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية.

أضاف شنيكات: «أيضاً من المحاور الرئيسية هي المطالبة بإعادة النظر في المساعدات الموجهة للاجئين، وزيادتها وخاصة أن المساعدات الدولية انخفضت مما زاد من الأعباء المترتبة التي تقع على كاهل الدولة الأردنية التي تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، وعند الحديث عن هذا المحور سيكون بكل تأكيد التطرق إلى موضوع عودة اللاجئين وكيفية تسهيل عودتهم، فمنذ فتح معبر جابر في عام 2018 عاد تقريباً 17 ألف سوري وهو رقم يعد متواضعاً مقارنة مع عدد الذين لجأوا إلى الأردن».

وأوضح استاذ العلوم السياسية إن الملف السوري متعدد المحاور، والأردن مهتم في طرح القضايا البارزة التي تهمه مثل تواجد الميليشيات والتنظيمات المتطرفة والإجرامية رغم سيطرة الحكومة السورية على الجنوب إلا أن هنالك تأثيرات وأدواراً مازالت التنظيمات تقوم بها مثل التهريب والمخدرات وإثارة حالة عدم الاستقرار وغيرها.


أولويات عديدة


وبالمقابل أوضح الخبير الاستراتيجي د. فايز الدويري أن قائمة الملك عبد الله الثاني التي يحملها طويلة وهنالك أولويات للقضايا، فالأولوية ستكون للحديث عن الشأن الداخلي الأردني والقضية الفلسطينية بما تتضمنه من وضع غزة والتهدئة والانتخابات القادمة وغيرها وهذه المحاور التي تحتاج للوقت، وفي حال تم تناول الملف السوري بشكل سريع سيكون التركيز حول قانون العقوبات والتواجد التركي، وادلب واللاجئين بكل تأكيد.

Email