كريم المصري ..فلسطيني انتصر على إعاقته بالإرادة والتصميم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن خياره أن يكون غير طبيعي، فقد ولد بإعاقة تمثلت في شلل دماغي بسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة، لكنه تحلى بتحدٍ وإرادة كبيرة، وخلق لنفسه عالمه الخاص الذي توجه بالنجاح، إنه الشاب كريم المصري (21عاماً) من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، تحدى إعاقته بالعلم والمعرفة، ومارس حياته بصورة طبيعية مثل أقرانه، وأصر أن يكون فرداً مثقفاً ومتعلماً، كما واصل دراسته حتى نجح في الثانوية العامة في العام 2018، ومن ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة. 

لم تستسلم والدته لتلك الإعاقة، وكانت صاحبة الدور الكبير والداعم له، وبمثابة محاربة في الظل، قررت أن تدمجه في المدارس النظامية، واستخدمت أسلوب التلقين في تدريسه، واعتبرت نجاح ابنها في امتحانات الثانوية العامة والتحاقه بالجامعة بمثابة تكريم لها على جهودها التي لم تذهب سدى، وجني حصيلة الجهد والتعب الذي بذلته العائلة من خلال حمله وكرسيه المتحرك إلى غرفة الصف يومياً على مدار 12 عاماً، وفق تصريحاتها لـ«البيان». 

وتجد الوالدة سعادة وهي تقوم برعاية ابنها، لكن أكثر ما يضايقها حين تقوم بنقله من مكان إلى آخر حتى لا يبقى حبيس المنزل، خصوصاً عندما يشاهد البعض من سائقي (التاكسي) الكرسي المتحرك فإنهم لا يتوقفون لهم. 

عانقت طموحات كريم السماء فهو يرغب بدراسة الإعلام بالتحديد ليساعد ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم في التخلص من الكثير من العقبات والعراقيل المعنوية والمادية التي تعترض طريقهم وتجعلهم يقفون عند نقطة معينة، وليوصل صوتهم ومطالبهم إلى المسؤولين والعالم، وشجع كريم الكثير من أصدقائه من ذوي الإعاقة على الدخول إلى المؤسسات التعليمية الحكومية أو الخاصة والعمل على إزالة كل عقبة تعترض طريقهم بالتخطيط لإيجاد حلول لها وتخطيها، فقد صنع لنفسه أسلوباً فريداً، يكسر به عزلته ويتواصل من خلاله مع المجتمع، ويبذل جهداً كبيراً لإيصال مشاعره للآخرين، عبر التقنيات الحديثة دون كلل أو ملل، ويسعى لتشكيل منظمة دولية تجمع ذوي الهمم من كل أنحاء العالم تحت مظلة واحدة، تنظر لهمومهم وتتابع مشكلاتهم والصعوبات التي تواجههم. 

ويعتبر كريم نفسه شخصية متميزة عن الآخرين بثقته الكبيرة بنفسه، لا مختلف عنهم بإعاقته، ويطمح إلى أن يصبح شخصية ملهمة ومؤثرة، من خلال قصة مثابرته في الحياة، ورسالته للأشخاص الذين لديهم إعاقة أنه لا يوجد مستحيل في الحياة، وبالإرادة القوية وتقبلنا لأنفسنا نحقق أهدافنا.

Email