«تريندز» يناقش تحصين الشباب من الفكر المتطرّف

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظّم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، محاضرة تحت عنوان: «تحصين الشباب من الفكر المتطرّف»، استضاف فيها الخبير في الحضارة الحديثة في الجامعة التونسية، د. أنس الطريقي، فيما أدارت المحاضرة شريفة الرئيسي نائب مدير إدارة المؤتمرات، الباحثة في «تريندز للبحوث والاستشارات».

وأكّدت الرئيسي، أنّ العمل على تحصين الشباب من الفكر المتطرّف، يعد أهم المحاور في أي استراتيجية فاعلة لمواجهة الإرهاب، مضيفة إنه أصبح من الضروري، العمل على تعزيز وعي الشباب، وإدراكهم بمدى خطورة هذه الأفكار الظلامية الهدامة. وأوضحت الرئيسي، أنّ مسؤولية تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة مسؤولية تكاملية، تشارك فيها كل المؤسسات المعنية، بداية من الأسرة، مروراً بمؤسسات التعليم والإعلام، وصولاً لمنظمات المجتمع المدني، التي تعمل جميعها على تعزيز منظومة القيم الإيجابية لدى الشباب، فضلاً عن دورها في تنمية الفكر النقدي لدى الشباب، والذي يدعم قدرتهم على تمييز الأفكار الظلامية والهدامة المتطرفة، وعدم القبول بها.

بدوره، شدّد د. أنس الطريقي، على أنّ أول مداخل حماية النشء من التطرف، هو المدخل التربوي، الذي لا يتمثّل في مجرد تبني الطرق التربوية المبتكرة من قبل ممثلي تيار التربية الجديدة، التي ظهرت منذ النصف الأول من القرن الـ 20، بل يتمثل في حل يتعلق بتغيير منوال التفكير التربوي المعاصر.

وأشار الطريقي إلى أنّ شروط الحياة السليمة، تتمثل في القدرة على التأقلم، وامتلاك كفاءة حل المشكلات اليومية، وصناعة الاتفاقات الضامنة للتعايش الجماعي، وجعل التربية هدفاً أساسياً لتلقي المعرفة، سواء أكانت علمية أم دينية أم أخلاقية، مع الأخذ في الاعتبار بأهداف التهذيب والتكوين والتثقيف. ولفت الطريقي، إلى ضرورة تربية النشء، وتكوين تفكيرهم على ثقافة نسبية المعرفة والحقيقة، لتحصينهم من الأفكار المتطرفة، إلى جانب تنشئتهم على هدف تربوي أساسه طلب التثقيف والعلم وبناء الذات، ما يؤدي إلى إعداد جيل منفتح على الآخر، ويمتلك مقومات معرفية وبحثية، تحصنه من الانجذاب وراء الأفكار الظلامية، والانخراط في ظلمات التيارات المتطرفة.

وأوضح الطريقي، أنّ الحل الناجع لتحصين الشباب من التطرف، تربوي خالص، باعتبار أنّ الحلول الأمنية يمكن أن تحاصر التطرف، لكنها لا تمنع الشباب من الدخول إلى المواقع الإلكترونية، ومنصات التواصل، وتصفح المحتوى المسموم، الذي تبثه التيارات المتطرّفة.

وأجاب الطريقي عن أسئلة متابعي المحاضَرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومنها سؤال تمحور حول الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها لتحصين الشباب من التطرف، حيث أكد الطريقي أن الرقابة الأمنية حل من الحلول، ولكنه حل جزئي، ليأتي الحل التربوي ليكون أساسياً في تحصين الشباب من الأفكار الظلامية.

ويبدأ تفعيل هذا الحل من العائلة مروراً بالمدرسة وصولاً إلى الشارع الذي ينخرط فيه الشاب مع أطياف مجتمعية مختلفة، مشدداً على أهمية تغذية ثقافة الحوار في عقول الشباب وتقبل الآخر، كي يكون الفرد متحصناً من الأفكار الشاذة والمغلوطة.

وذكر أن الحل الناجع لتحصين الشباب من التطرف تربوي خالص، لأن الحلول الأمنية يمكن أن تحاصر التطرف، ولكنها لا تمنع الشباب من الدخول إلى المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل وتصفح المحتوى المسموم الذي تبثه التيارات المتطرفة. 

وحول الفروقات بين التعاطي مع التيارات والمنظمات الإرهابية والأفراد المنضمين إلى هذه التيارات، أكد الطريقي أن التعاطي مع المنظمات الإرهابية يجب أن يكون أمنياً وعسكرياً، مبيناً أن التعاطي مع الأفراد يجب أن يكون اجتماعياً وتربوياً وأخلاقياً لتعديل مسار الشاب الذي انجرف في تيار التطرف، إلى جانب عمل الدول على معالجة الأسباب التي دفعت الأفراد إلى سلوك طريق التطرف سواء أكانت نزعات ذاتية ونفسية أم أسباب اقتصادية وسياسية وثقافية، مطالباً الدول باستغلال حماسة الشباب وتوظيفها لتكون أدوات فاعلة في بناء وتأسيس مجتمعات خالية من الظلامية والتطرف.

وعن آليات تحصين الشباب من الأفكار الظلامية المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، أكد الخبير في الحضارة الحديثة في الجامعة التونسية، أن حجب الشباب عن متابعة المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل ليس حلاً وقائياً من التطرف، بل يجب زراعة أفكار سليمة في عقول النشء منذ نعومة أظافرهم، لكي ينشأ الشاب متسلحاً بأسس وقواعد معرفية سليمة تقيه الانخراط في براثن التيارات والتنظيمات المتطرفة.

Email